خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1800"> الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1800?sub=65213"> برنامج يستفتونك
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
برنامج يستفتونك - أحكام المسح على الجورب
الحلقة مفرغة
المقدم: الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى لقاءٍ جديد من لقاءات برنامجكم الإفتائي المباشر يستفتونك ها هو ذا يطل عليكم من جديد، ربما هي الإطلالة الأخيرة في هذا الأسبوع عبر شاشتكم الرسالة.
أرحب بكم وبمتابعتكم وأسئلتكم الثرية التي هي الوقود الحقيقي لمثل هذه الحلقات، أيضاً مرحباً في الوقت ذاته باسمكم وباسم فريق العمل بصاحب الفضيلة ضيف البرنامج، والذي سيتولى مشكوراً مأجوراً التوضيح والبيان لموضوع هذه الحلقة، ومن ثم التكرم بالإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم، أرحب باسمكم وباسم فريق العمل بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أهلا بكم.
الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر ! وحيا الله المشاهدين والمشاهدات.
المقدم: حيا الله شيخنا الكريم، وحياكم الله، وحيا الله متابعتكم، والشكر لكم بادئ هذه الحلقة، وكل حلقة على تجشمكم والبقاء معنا طيلة دقائقها، وأرجو أن نمضي وإياكم في هذه الروضة من رياض الجنة، ولننهل أيضاً من المعين العذب لهذه الأمة وهو القرآن والسنة، وأحكام الشريعة الغراء.
مشاهدينا الكرام، مشاهداتي الكريمات! الكثير منكم يلومنا بأننا لا نواكب بعض ما تمر به الأمة، والأمة الآن تمر بموجات برد في شتى أقطارها، مصحوبة بأمطار نسأل الله عز وجل أن ينفع بها، يبدر هنا سؤال من المشاهدين والمشاهدات، هل من إطلالات وإضاءات حول مسائل وأحكام البرد؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
إن شدة البرد نوع من فيح جهنم، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اشتكت النار إلى ربها، فأذن الله سبحانه وتعالى لها بنفسين: نفس في الشتاء، فهو أشد ما تجدون من الزمهرير ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر )، وهذا يدل على أن الإنسان إذا وجد شدة البرد فعليه أن يسأل الله سبحانه وتعالى العافية والسلامة، وأن يقيه شر هذا البرد.
من المعلوم أن الإنسان قد تخفى عليه كثير من الأحكام التي ربما يعيشها بين الفينة والأخرى، والتي تتعلق بفصل الشتاء، من ذلك المسح على الخفين.
من المعلوم أن المسح على الخفين شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة، بل قال أهل العلم: إن المسح على الخفين من شعائر أهل السنة والجماعة؛ ولذا جعلوها في باب العقائد، ويخطئ كثير من العامة رجالاً كانوا أو نساءً حينما يقع في قلوبهم في المسح على الخفين، ولا ينبغي لهم أن يصنعوا ذلك.
المفاضلة بين المسح على الخفين وغسل الرجلين
المسح على الجوارب
ومن المعلوم أن الحنابلة هم الذين يجوزون لبس الجوارب، والمسح عليهما، وأما الحنفية والمالكية والشافعية فلا يجوزون، والصحيح جواز ذلك، فقد جاء عن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يمسحون، وفي حديث ثوبان: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جوز المسح على التساخين )، وهذا الحديث وإن كان في سنده ضعف، إلا أن عليه العمل عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
ابتداء مدة المسح على الخفين
اختلف العلماء أيهما أفضل للإنسان أن يمسح على خفيه، أم أن يغسل رجليه؟ على ثلاثة أقوال، والصحيح وهو اختيار أبي العباس بن تيمية رحمه الله، ورواية عن الإمام أحمد : أن الأفضل في حق الإنسان وقت أداء الوضوء ما كان عليه حال الرجلين، فإن كان حال الرجلين هو عدم لبس الخفين أو الجوارب، فإن الأفضل في حقه أن يغسل، وإن كان حال الرجلين وقت الوضوء لبس الخفين أو الجوارب، فإن الأفضل في حقه المسح، هذا هو الذي يظهر، والله تبارك وتعالى أعلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقصد المسح بمعنى: أنه لم يكن يتقصد لبس الخفين ليمسح، ولم يكن يتقصد أن يخلعهما ليغسل رجليه، وعلى هذا فالذي يظهر والله أعلم هو هذا القول.
من المسائل التي ينبغي أن تعرف أنه يجوز للإنسان أن يمسح على الجوارب، وسواء كانت مخرقة أو غير مخرقة إلا أن المخرق متى ما أمكن السير عليه، وسمي جورباً، فلا بأس أن يمسح عليه، وهذا القول هو رواية عند الإمام أحمد ، وهو مذهب سفيان الثوري ، واختيار أبي العباس بن تيمية رحمه الله، وعلى هذا فيجوز للإنسان أن يمسح على الخفين.
ومن المعلوم أن الحنابلة هم الذين يجوزون لبس الجوارب، والمسح عليهما، وأما الحنفية والمالكية والشافعية فلا يجوزون، والصحيح جواز ذلك، فقد جاء عن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يمسحون، وفي حديث ثوبان: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جوز المسح على التساخين )، وهذا الحديث وإن كان في سنده ضعف، إلا أن عليه العمل عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
ويبدأ الإنسان مدة المسح من أول مسح بعد حدث، ومعنى من أول مسح بعد حدث أن يتوضأ فيغسل رجليه، ثم يلبس خفيه، أو جوربيه، وبعد ذلك إذا أحدث فإن الجمهور يقولون: يبدأ مدة المسح من أول حدث بعد اللبس، والصحيح أنه من أول مسح بعد حدث، فإذا أحدث فلا تبدأ مدة المسح، فإن مسح أول مسح يعقب حدثاً، فإنه يبدأ مدة المسح يوماً وليلة، يعني: أربعاً وعشرين ساعة، فإذا بدأ بالمسح، فإن له أن يمسح إلى أربعٍ وعشرين ساعة، هذا هو الذي يظهر، والله تبارك وتعالى أعلم، لما روى أهل السنن و أحمد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوماً وليلة، إذا تطهر فلبس خفيه فمسح عليهما )، وهذا يدل على أن العبرة بالمسح، والله أعلم.
المقدم: هناك اتصالات تترى جديدة، معنا إبراهيم من السعودية.
المتصل: أخي عندي سؤالان:
السؤال الأول يتعلق بالوساوس العقائدية التي تجيء للإنسان إذا اشتدت معه، وظل يجاهدها هل تخرج من الملة، فأنا أخاف مثلاً أن أموت شاكاً أو مشركاً، أو أخرج من الملة؟
السؤال الثاني: أنا عندي سلس المذي، فأضع قطعة بلاستيك تمنع وصول البلل إلى الملابس، وأغيرها وقت كل صلاة، لكن أسأل متى أتوضأ إذا أردت أن أبكر للصلاة، ومتى أتوضأ لصلاة الجمعة إذا أردت أن أبكر؟
كيفية التعامل مع الوساوس العقدية
الجواب: أما ما يتعلق بالوساوس، فإني أتمنى أن يسع قلب من يستمع إليّ من أصحاب الوساوس رجالاً كانوا أو نساءً، أولاً: لنعلم أن مثل هذه الوساوس كلها من نزغات الشيطان، سواء كان الوسواس في النية، أو في الوضوء أو في غيره، فإن ذلك كله من نزغات الشيطان، كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث عثمان بن أبي العاص عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يفلت عليه في صلاته، حتى يجعله لا يستطيع أن يقرأ، فقال صلى الله عليه وسلم: ذاك الشيطان يقال له: خنزب )، فهذا يدل على أن هذه الوساوس من الشياطين، فينبغي للإنسان إذا حصل له مثل ذلك بحيث صار يتردد في النية أو غيرها أن ينفث على يساره ثلاثاً فيقول: آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله منك، أعوذ بالله منك، أعوذ بالله منك، ثم ينسى، ولا يسترسل مع الشيطان في وساوسه؛ لأنه جاء في الحديث عند أبي داود وإن كان في سنده بعض الكلام: أن النبي صلى الله عليه وسلم بين ( أن للوضوء شيطان يقال له الولهان )، وأحسن منه أن النبي صلى الله عليه وسلم بين ( أنه يكون في آخر الزمان قوم يعتدون في الطهور والدعاء ).
ومن المعلوم أن بعض الناس مع الأسف الشديد بدأ يبالغ في دعوى التطهر والنظافة، والواقع أن هذا ليس من النظافة، بل هذا من الوساوس، وليعلم الإنسان أن مثل هذه الوساوس دلالة على الإيمان، كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عندما سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ( يا رسول الله! إن أحدنا ليتعاظم أن يتكلم وإن كان ليحب أن يكون حمماً، خير له من أن يتفوه به، قال: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان ).
فأنا أبشر الإخوة الذين يعانون ويبتلون بالوساوس، مثل: من خلق الله؟ أو أن يفعل شيئاً، أو يقول: أنت كافر أو غير ذلك، فإنه مؤمن بإذن الله، ولا يبالي بالوسواس، وينفث على يساره ثلاثاً، والله أعلم.
المقدم: أحسن الله إليكم! معي اتصال من أم عبد الله من الإمارات، اتفضلي.
المتصل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: زوجي طلقني ثلاث طلقات متفرقات، والطلقة الأخيرة كانت وهو يضربنا وكان غضباناً جداً وفي نفس الوقت للأسف كان شارباً للخمر، فهل تقع الطلقة الثالثة أو لا؟
وبالنسبة للطلقة الثانية كانت قبل سنة وبضعة أشهر تضاربنا، فخرجت الصبح من البيت وهو نائم واتصلت عليه من خارج المنزل، وقلت له: سأذهب إلى الشرطة، وأبلغ عنك أنك تتعاطى الخمر وأدخلك السجن، وستتعطل من دوامك إذا ما طلقتني هذا الوقت، وهذه بالنسبة لي كلها تهديدات حتى يبتعد عن الخمر؛ لأن كل حاجة فيه جيدة إلا للأسف الابتلاء بهذه المعصية.
وبالنسبة للطلقة الأولى، حصلت مشاجرة بيننا، وكان صاحياً وطلبت الطلاق، فوقع منه يمين الطلاق، فأي هذه الطلقات تحسب، وهل تقع الثلاث أو لا؟ وكنت قد سألت دكتوراً من السعودية أفتاني بأن الثلاث لا تقع، أما الأولى والثانية فقال لي: طلاق بدعي، والثالثة لا تقع لأن الزوج في حالة سكر، وأريد أن أتأكد من الأمر؛ لأن هذه الطلقة الثالثة ولا أريد أن أتساهل وأرجع، وتكون حياتي لا ترضي الله تعالى؟
المقدم: نعود إلى الحديث عن الوسواس، ذكرتم أنه صريح الإيمان.
الشيخ: نعم، كون الإنسان يوسوس والشيطان يأتيه دليل على أنه مؤمن، وقد جاء اليهود إلى ابن عباس رضي الله عنه، فقالوا: إن الشيطان يلبس عليكم صلاتكم، وأما نحن فلا، قال ابن عباس رضي الله عنه: وما يفعل الشيطان بقلب خرب، يعني: أن قلوب اليهود خربة، ليست مثل قلوب المؤمنين الذين يوسوس الشيطان لهم.
ومن المعلوم أن الوسوسة هي ضعف في اتخاذ القرار، وأنا أنصح الذين يبتلون بالوساوس أن يأخذوا دورات في اتخاذ القرار؛ لأن عندهم ضعفاً في الإرادة، فإذا غسل يده ثم أراد أن يغسل الأخرى يقول له الشيطان: لم يصل الماء إلى جميع أعضاء الوضوء، وإذا غسل رجله قال: خرج شيء، فهذا كله تردد في النية، وهذا التردد سببه أن الإنسان لم يملك قراراً؛ ولهذا لو أخذ دورات في اتخاذ القرار ربما نفعه بإذن الله سبحانه وتعالى.
ثم إننا لو ابتلينا بالوسوسة فمن سيؤذن لنا؟ ومن سيصلي لنا؟ ومن سيقوم بالقضاء؟ ومن سيقوم بإدارة شئون الحياة؟ ولو بقي الإنسان على وساوسه الباطلة لما استطاع أن يعمر البلاد، ولا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، والله أعلم.
المقدم: أحسن الله إليكم! هل المقصود بصريح الإيمان هو تلك الوساوس، أو هو ما يجعل الإنسان لا يمكن أن يتفوه بها؟
الشيخ: المقصود أنه لا يتفوه بها؛ لأنه فكر في أمر لا يجوز التفكر فيه، ولا يجوز التلفظ به؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( ذاك صريح الإيمان )، وهو أن انقباض القلب ووخز الضمير دليل على وجود الإيمان، فقد قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ [النحل:106]، وقال تعالى: مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا [النحل:106]، والذي شرح بالكفر صدره هو الذي يطمئن للوساوس ولا يضيق صدره بها، ويتفوه بها وهو منشرح الصدر، أما الذي يكتمها ويخاف أن يعاقب عليها فهذا يدل على أنه يؤمن بالله وباليوم الآخر.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : ( يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ فإذا أحسستم ذلك، فانفثوا على يساركم ثلاثاً، وقولوا: آمنت بالله ورسوله )، وهذا يدل على أن هذه الوساوس موجودة من عهد نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعلاجها؛ ولهذا قال في بعض الروايات: (ثم لينته)، يعني: يترك هذا التفكير، ولا يسترسل فيه؛ لأنه يضره، ولا ينفعه، والله أعلم.
السؤال: هل إذا مت وأنا أجاهد نفسي على هذا، ولا أنطق به إيماناً وصبراً، هل أموت شاكاً، أو مشركاً؟
الجواب: إن الشيطان قد يقول للإنسان أحياناً: انطق الكفر حتى تؤمن بالله، وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فنقول: حتى لو نطق الإنسان لا يضره؛ لأنه مريض؛ ولهذا قال ابن عقيل الحنبلي : أنتم ليس عليكم صلاة؛ لأنكم في حكم المجانين من شدة هذا الأمر، وأنا لا أقول بهذا، لكن ينبغي أن يفتى كل مريض بحسب حالته، ومن المؤسف أن كثيراً ممن ابتلي بمثل هذا قد يتصل عليك، ثم يتصل على الشيخ الآخر، ثم الثالث والرابع، وهو فقط يريد أن يسمع الناس له، وأن يبث شكواه، فإذا ذكر له العلاج قال: لا أستطيع الآن، إذاً: لماذا تشغل المشايخ، وتشغل زوجتك، أو لماذا تشغلي زوجك وأهلك، والإنسان إذا ابتلي بذلك أصبح عالة على أهله وزوجه فكل هذا بسببك أنت؛ لأنك قادر على العلاج، ومن المعلوم أن العلاج لم يكن مرة من المرات لذيذاً، بل لا بد فيه من العلقم والمرارة، ومن الصبر والاصطبار:
سأصبر حتى يعلم الصبر أنني صبرت على شيء أمر من الصبر
ولهذا إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان كما قال علي بن أبي طالب، والله أعلم.
وإن مات وهو يدافع الشك -ولو استمر- فهو مؤمن بإذن الله.
المقدم: الحمد لله.
كيفية طهارة صاحب سلس المذي والحث على اجتناب الوساوس
الجواب: الحقيقة أن سلس المذي لا يكون في الغالب إلا من مرض، لكن أحياناً يفكر الإنسان أو يخطر عليه شيء مثل ما يتعلق الرجل بامرأته، فيظن أنه خرج منه شيء، فبسبب هذه التصرفات ومعالجة مكان البول، ربما يخرج منه شيء فيظنه خرج، وربما وهو يصلي يحس بهذا، وكل هذا لا ينبغي له أن يفكر فيه، فإن الأصل الطهارة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما عند الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف : ( يأتي الشيطان أحدكم فيسل شعرة من عند دبره، فإذا وجد شيئاً فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً )، والحديث متفق عليه من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم ، ولكن رواه الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف بهذه اللفظة قال: ( فيسل الشيطان شعرة من عند دبره، فيظن أن قد خرج شيء فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً )، فالأصل هو الطهارة ولا يخرج منها إلا بيقين، والإنسان يأتيه الشيطان؛ لأنه لا يريده أن يخشع أو يقبل على الله سبحانه وتعالى، أو أن تكون له الصلاة نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة؛ فلهذا ينبغي للإنسان أن يدع كل هذه الوساوس، ولا يجوز له أن يعيد الصلاة مرة ثانية بحجة أن صلاته الأولى لم يطمئن فيها.
ومن المعلوم أن بعضهم يبقى يتوضأ ساعة إلا ربعاً، وفي نهاية المدة يتخذ قراره ثم يتوضأ ويخرج، وما المانع أن يتخذ ذلك القرار في أول الأمر، وبالمناسبة اليوم اتصلت عليّ امرأة تقول: إذا أردت أن أقول: الله أكبر للصلاة أشعر أني ما قلتها. قلت لها: أعيدي.. ما فهمت السؤال. قالت: أنا إذا أردت أن أقول: الله أكبر لم أستطع أن أقولها. قلت لها: الآن قلتيها، أنت الآن قلت: الله أكبر، لماذا تقولينها الآن، وفي الصلاة لا تقولينها، إلا أنك تظنين أنك لم تنطقي، وفي الواقع أنك نطقت، ولهذا ينبغي أن يعرف الإنسان أن العلاج بيده هو، والله أعلم.
المقدم: أحسن الله إليكم، أذكر هنا وذكرني حقيقة سؤال إبراهيم سؤال أحد الذين أعرفهم التقيت به في أحد المستوصفات أو المشافي الحكومية أو الأهلية وكان يعالج من سلس المذي بالذات، يبدو أن هذا ثابت عنده، ولا يعاني من شكوك، لكن هذا المرض قد يكون موجوداً عند أفراد من الناس، إن وجد مثل هذا المرض، قد يكون حكم المذي معروفاً صاحب الفضيلة! والناس يتحرجون منه، يعني: إن كان إبراهيم يشك في طهارته وهو مصاب بمرض خروج المذي، فكيف يصنع؟
الشيخ: من المعلوم أن المذي والبول حكمهما واحد، إلا أنه يخفف في المذي فينضح على ثوبه، أما أنه يغسل ذكره فيجب عليه أن يغسل ذكره، وأما البول فلا يلزم إلا إذا كان على ثوبه شيء.
أما مسألة التحفظ، فإنه يخفف فيه، بمعنى: أنه لو وقع على ثيابه الداخلية مثل سراويله الداخلية أثناء الصلاة فلا يلزمه شيء، لكنه يتوضأ عند دخول وقت كل صلاة، أو عند إرادة الصلاة، فما خرج بعد ذلك فلا حرج، وأخونا يسأل: هل يلزم أنه يتوضأ في آخر الصلاة، أو قبل أن يصلي، أو أول الوقت، إذا أذن المؤذن فتوضأت فلا حرج عليك في ذلك، ولو خرج شيء قبل الصلاة؛ لأنك تعتبر في حكم من حدثه دائم، ومن حدثه دائم ذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن الواجب عليه أن يتوضأ عند دخول وقت كل صلاة، والله أعلم.
المقدم: أحسن الله إليكم، إلماحة يسيرة: أبنتم أجلّكم الله والمشاهدين عن جانب البول، أنه أخف من المذي، لكن البول يتحفظ منه أيضاً؟
الشيخ: البول يتحفظ منه إذا استطاع، ولا يلزمه أن يغير لكل صلاة؛ لأن هذا من المشقة، والله أعلم.
طلاق السكران
الجواب: الزوج قد يتعاطى المسكرات، ويتعاطى المخدرات، ويتعاطى الخمر، وربما قام بضربها، فهي مسكينة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإنهن عوان عندكم )؛ لهذا ينبغي للإنسان أنه ينظر إلى واقع المرأة قبل أن يعطي حكماً، المرأة ربما تعيش واقعاً مريراً؛ ولهذا كما يقولون: في بيوت الناس أسرار؛ ولهذا ينبغي في مثل هذه الحالة لـأم عبد الله أن تتصل على أحد من تثق في دينه، وخبرته في مثل هذا الأمر، فتبث له أحزانها وشكواها حتى يعطيها العلاج، أما أن تتصل وتقول: اتصلت على دكتور عندكم مثلما اتصلت على آخر فلا يصلح؛ لأن مثل هذه الإجابات أحياناً تكون بسبب أنه لم يعرف الإنسان حقيقة واقعها حتى يعطيها العلاج، لكن في الجملة إذا ثبت لديك أن زوجك كان يشرب الخمر أو كان يتعاطى الخمر، أو ما زال سكراناً ففي هذه الحالة إذا كنت تعتقدين ذلك، فإن الراجح -والله أعلم- أن السكر لا يقع معه طلاق، هذا هو الذي يظهر والله أعلم، وهو الرواية التي رجع عنها الإمام أحمد .
المقدم: أحسن الله إليكم! إذاً أختي أم عبد الله أحالك الشيخ على مليء، و(من أحيل إلى مليء فليحتل).