خطب ومحاضرات
تفسير من سورة الكافرون إلى سورة المسد
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين، وأن يجمعنا في جنات نعيم، أما بعد:
فهذا الدرس في تفسير سورة الكافرون، وهي سورة مكية بإجماع المفسرين، واشتملت هذه السورة المباركة على ست آيات، وثمانية وعشرين كلمة، وأربعة وتسعين حرفاً.
مواضع قراءة النبي لسورتي الإخلاص في صلاته
هذه السورة يقول عنها الإمام الزمخشري في الكشاف، والإمام السيوطي في الإتقان: بأنها تسمى هي وسورة (قل هو الله أحد) المقشقشتين؛ لأنهما أزالتا الشرك، يقال: قشقش إذا أزال.
وتسمى أيضاً هي وسورة (قل هو الله أحد) بـ: سورتي الإخلاص.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما في كثير من المواقف، ففي الحديث في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالكافرون و(قل هو الله أحد) في ركعتي الطواف).
وفيه أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما في ركعتي الفجر).
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وعشرين مرة يقرأ بالكافرون والإخلاص في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب).
فهاتان السورتان الكريمتان كان يقرأ بهما نبينا عليه الصلاة والسلام في السنة الراتبة قبل صلاة الصبح، وفيها بعد صلاة المغرب، وكان يقرأ بهما في ركعتي الطواف.
سبب نزول سورة الكافرون
أما سبب نزول هذه السورة المباركة؛ فقد قال أهل التفسير: جاء أربعة من صناديد الكفر وذوي الأسنان ممن تقدمت بهم العمر، وهم: الوليد بن المغيرة المخزومي و العاص بن وائل السهمي و أمية بن خلف الجمحي و الأسود بن المطلب ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: يا محمد! إنا نعرض عليك أمراً، قال: (وما ذاك؟) قالوا: أن تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة؛ فإن كان الذي عندنا خيراً أصبت منه، وإن كان الذي عندك خيراً أصبنا منه. يعني: نلتقي في منتصف الطريق، والحق نسبي -كما يقول الدجاجلة- قد يكون عندنا نسبة من الحق وعندك نسبة من الحق، فلو أننا عبدنا إلهك سنة وعبدت إلهنا سنة نكون قد أصبنا الحق كله، فأنزل الله عز وجل سورة الكافرون مبرئاً رسوله صلى الله عليه وسلم من أن يميل إلى كفر، أو يتلبس بشرك، أو يشارك في باطل.
نفي عبودية النبي لغير الله
افتتحت هذه السورة بفعل الأمر (قل)، وعندنا في القرآن خمس سور افتتحت بـ (قل) وهي: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ[الجن:1]، و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[الكافرون:1]، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ[الفلق:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ[الناس:1].
قوله سبحانه: (قل): هذا الأمر مشعر بالاهتمام بما بعد القول، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغه للناس بوجه خاص، وبتبليغ الدين كله بوجه عام قال الله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[المائدة:67]، فالدين كله هو مأمور بتبليغه صلوات الله وسلامه عليه، لكن هذا أمر لابد من العناية به تمام العناية، فقال: (قل -أي: يا محمد-: يا أيها الكافرون)، أي: يا عاص ، ووليد ، و أسود ، و أمية ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:2].
يقول العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: وفي الإتيان بهذا الوصف القبيح تحقير لهم، واستخفاف بشأنهم، وإشعار بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهابهم؛ لأنه محفوظ من ربه، فما قال: يا أيها الناس، وما قال: يا من عرفتم هذا العرض، لا، بل: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[الكافرون:1]، يا من كفرتم بالله، يا من جحدتم بالنبوة، يا من كذبتم بالبعث والمعاد، يا من اتصفتم بالكفر ماضياً وحاضراً لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:2]، أي: لا أعبد ما تعبدون من آلهة باطلة، وأصنام لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع ولا تغني عني شيئاً.
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:3] أي: ولا أنتم -أيها المشركون- تعبدون الإله الحق الجليل العظيم الذي أعبده، و(ما) هنا بمعنى من، وهي مثل قول الله عز وجل: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا[الشمس:5] أي: والسماء ومن بناها، وقول الله عز وجل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ[الليل:1-3] أي: ومَن خلق الذكر والأنثى.
ويرى ابن القيم رحمه الله بأنه جيء بـ (ما) ههنا؛ لأن المقصود الصفة وليس الذات، كما في قول الله عز وجل: فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ[النساء:3] فالمعنى: من طاب لكم من النساء، لكن لما كان الأمر منصباً على وصف الطيب جيء بـ (ما)، وهكذا ههنا المشركون يعبدون إلهاً لكن لا يعرفون صفاته جل جلاله وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ينبغي أن يفرد بالعبادة وحده.
تبرئة النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك وأهله
قال تعالى: وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:4-5] قال بعض أهل التفسير: هذا تكرار مقصود منه التأكيد، وهذا معروف في كلام العرب، كقول القائل:
يا علقمة يا علقمة يا علقمة خير تميم كلها وأكرمه
أو قول الآخر:
يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع
وقول الثالث:
تالله إنك قد ملأت مسامعي دراً عليه قد انطوت أحشائي
زدني وزدني ثم زدني ولتكن منك الزيادة شافياً للداء
فهذا تكرار يراد منه التأكيد.
وقال بعض أهل التفسير: ليس في الآيات تكرار، بل الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل للمشركين: لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:2] لا في الحال ولا في المستقبل، ومقابله: وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:3]، لا في الحال ولا في المستقبل، ثم قال: وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ[الكافرون:4]، أي: قبل نزول الوحي علي ما سجدت لأصناكم، ولا تمسحت بأوثانكم، ولا نذرت لآلهتكم، ولا استعملت أزلامكم، ولا تلبست بشيء من أمر جاهليتكم، فقبل نزول الوحي عصم الله نبيه صلى الله عليه وسلم من ذلك، ومقابلها: وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:3] أي: فيما مضى ما عبدتم الله أصلاً، وهذه براءة تامة له من الشرك.
وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتد بالخليل إبراهيم الذي قال لأبيه وقومه: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ[الزخرف:26-27]، ولما قال لأبيه وقومه: ما تعبدون؟ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ[الشعراء:71]، فقال لهم: أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ[الشعراء:75-77].
وكذلك في الآية الأخرى قال الله عنه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[الممتحنة:4].
وكذلك الفتية الطيبون الذين آمنوا بربهم وزادهم هدىً، يقول أحدهم: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ[الكهف:16]، وإبراهيم قال: وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا[مريم:48].
فهذه السورة براءة من الشرك وأهله كما هو ظاهر للعيان منها: لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:2-5].
تهديد الكفار والمشركين
ختمت هذه السورة بهذا التهديد: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[الكافرون:6].
يقول ابن القيم رحمه الله: وقد أخطأ من ظن أن هذه الآية منسوخة بآية السيف، فليست الآية منسوخة، وليس فيها إقرار للكفار على دينهم الباطل، وإنما المقصود كما في قول الله عز وجل: وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ[يونس:41]، وقوله: قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ[سبأ:25]، وقوله في سورة الكهف: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ[الكهف:29]، أي: تهديد هؤلاء المشركين الذين ما عرفوا الله ولا قدروه حق قدره.
يقول ابن القيم رحمه الله: وفي تقديم اختيارهم على دين الله تهكم واستخفاف بهم، قال الله عز وجل: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ، فهو بمنزلة أن تقول لإنسان: هذا سم وهذا دواء، فتقديمك للسم ليس إعلاءً له وإنما استخفافاً بشأنه.
هذه السورة يقول عنها الإمام الزمخشري في الكشاف، والإمام السيوطي في الإتقان: بأنها تسمى هي وسورة (قل هو الله أحد) المقشقشتين؛ لأنهما أزالتا الشرك، يقال: قشقش إذا أزال.
وتسمى أيضاً هي وسورة (قل هو الله أحد) بـ: سورتي الإخلاص.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما في كثير من المواقف، ففي الحديث في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالكافرون و(قل هو الله أحد) في ركعتي الطواف).
وفيه أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما في ركعتي الفجر).
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وعشرين مرة يقرأ بالكافرون والإخلاص في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب).
فهاتان السورتان الكريمتان كان يقرأ بهما نبينا عليه الصلاة والسلام في السنة الراتبة قبل صلاة الصبح، وفيها بعد صلاة المغرب، وكان يقرأ بهما في ركعتي الطواف.
أما سبب نزول هذه السورة المباركة؛ فقد قال أهل التفسير: جاء أربعة من صناديد الكفر وذوي الأسنان ممن تقدمت بهم العمر، وهم: الوليد بن المغيرة المخزومي و العاص بن وائل السهمي و أمية بن خلف الجمحي و الأسود بن المطلب ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: يا محمد! إنا نعرض عليك أمراً، قال: (وما ذاك؟) قالوا: أن تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة؛ فإن كان الذي عندنا خيراً أصبت منه، وإن كان الذي عندك خيراً أصبنا منه. يعني: نلتقي في منتصف الطريق، والحق نسبي -كما يقول الدجاجلة- قد يكون عندنا نسبة من الحق وعندك نسبة من الحق، فلو أننا عبدنا إلهك سنة وعبدت إلهنا سنة نكون قد أصبنا الحق كله، فأنزل الله عز وجل سورة الكافرون مبرئاً رسوله صلى الله عليه وسلم من أن يميل إلى كفر، أو يتلبس بشرك، أو يشارك في باطل.
افتتحت هذه السورة بفعل الأمر (قل)، وعندنا في القرآن خمس سور افتتحت بـ (قل) وهي: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ[الجن:1]، و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[الكافرون:1]، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ[الفلق:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ[الناس:1].
قوله سبحانه: (قل): هذا الأمر مشعر بالاهتمام بما بعد القول، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغه للناس بوجه خاص، وبتبليغ الدين كله بوجه عام قال الله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[المائدة:67]، فالدين كله هو مأمور بتبليغه صلوات الله وسلامه عليه، لكن هذا أمر لابد من العناية به تمام العناية، فقال: (قل -أي: يا محمد-: يا أيها الكافرون)، أي: يا عاص ، ووليد ، و أسود ، و أمية ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:2].
يقول العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: وفي الإتيان بهذا الوصف القبيح تحقير لهم، واستخفاف بشأنهم، وإشعار بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهابهم؛ لأنه محفوظ من ربه، فما قال: يا أيها الناس، وما قال: يا من عرفتم هذا العرض، لا، بل: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[الكافرون:1]، يا من كفرتم بالله، يا من جحدتم بالنبوة، يا من كذبتم بالبعث والمعاد، يا من اتصفتم بالكفر ماضياً وحاضراً لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ[الكافرون:2]، أي: لا أعبد ما تعبدون من آلهة باطلة، وأصنام لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع ولا تغني عني شيئاً.
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[الكافرون:3] أي: ولا أنتم -أيها المشركون- تعبدون الإله الحق الجليل العظيم الذي أعبده، و(ما) هنا بمعنى من، وهي مثل قول الله عز وجل: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا[الشمس:5] أي: والسماء ومن بناها، وقول الله عز وجل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ[الليل:1-3] أي: ومَن خلق الذكر والأنثى.
ويرى ابن القيم رحمه الله بأنه جيء بـ (ما) ههنا؛ لأن المقصود الصفة وليس الذات، كما في قول الله عز وجل: فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ[النساء:3] فالمعنى: من طاب لكم من النساء، لكن لما كان الأمر منصباً على وصف الطيب جيء بـ (ما)، وهكذا ههنا المشركون يعبدون إلهاً لكن لا يعرفون صفاته جل جلاله وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ينبغي أن يفرد بالعبادة وحده.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
تفسير من سورة الأعلى إلى سورة البلد | 2551 استماع |
تفسير من سورة الفيل إلى سورة الكوثر | 2541 استماع |
تفسير سورة الكهف - الآيات [98-106] | 2513 استماع |
تفسير سورة الكهف - الآيات [27-29] | 2381 استماع |
تفسير سورة الكهف - الآيات [21-24] | 2372 استماع |
تفسير سورة الأنعام - الآية [151] | 2300 استماع |
تفسير سورة الأنعام - الآيات [27-35] | 2267 استماع |
تفسير سورة الكهف - الآيات [71-78] | 2175 استماع |
تفسير سورة الأنعام - الآيات [115-118] | 2091 استماع |
تفسير سورة الكهف - الآيات [30-36] | 2055 استماع |