تفسير سورة الكهف - الآيات [45-50]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

يقول الله عز وجل: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً * وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً [الكهف:46-50].

حكى ربنا جل جلاله في هذه السورة المباركة ما كان من المشركين المستكبرين حين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباعد بينهم وبين الفقراء، وأن يجعل لهم يوماً وللفقراء يوماً؛ لئلا يختلط بعضهم ببعض، وأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يصبر نفسه مع أولئك الفقراء؛ لأنهم مخلصون لله، ذاكرون له، حريصون على رضاه، أما أولئك المشركون فقد أغفل الله قلوبهم عن ذكره، وجعلهم متبعين لأهوائهم، ومتجاوزين للحدود في أمورهم، ثم ضرب الله لهم مثلاً بذينك الرجلين اللذين كان أحدهما مؤمناً طيباً مباركاً وإن كان فقيراً معدماً، وكان الآخر كافراً جاحداً متكبراً وإن كان غنياً واجداً، وخاتمة القصة: أن الله عز وجل استجاب لدعوة المؤمن، فأرسل على تينك الجنتين حسباناً من السماء، فأصبحتا صعيداً زلقاً، وأصبح ماؤهما غوراً فما استطاع له طلباً، وأصبح ذلك الغني الكافر يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها، ويقول: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً [الكهف:42]، لكنه ندم في وقت لا ينفع فيه الندم، كما قال ربنا سبحانه: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ [غافر:85].

ثم يضرب الله عز وجل لأولئك الكفار المشركين المتكبرين مثلاً ثانياً، فيقول الله عز وجل مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً [الكهف:45].

معنى الحياة الدنيا وتشبيهها بالجنة التي سرعان ما تنتهي

واضرب لهم يا محمد! مثلاً لهذه الحياة الدنيا، و(الحياة الدنيا) لفظة تطلق على المدة التي يبقى فيها الفرد على ظهر هذه البسيطة حياً هو وغيره من الأنواع، وسميت (دنيا) لأنها دانية قريبة حاضرة، وفي الوقت نفسه هي قصيرة يسيرة، مقدر زوالها.

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ [الكهف:45]، هذا الماء الطهور الذي ينزله الله عز وجل من السماء ليشرب منه الناس، ويسقون، ويزرعون، ويحرثون، وينتفعون، وهو الذي قال الله فيه: وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]، هذه الحياة الدنيا كماء أنزله الله من السماء، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ [يونس:24]، اختلاط النبات: التفاف بعضه ببعض بسبب وفرته، وخصوبته، ونمائه، (فاختلط به) أي: بسبب ذلك الماء، ولولا الماء ما نبت نبات، كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ [يونس:24]، وبعدما كان هذا النبات بهياً نضيراً مثمراً بين عشية وضحاها أرسل الله عليه آفةً من الآفات، وسبباً من الأسباب فَأَصْبَحَ هَشِيماً [الكهف:45]، (هشيم) على وزن فعيل بمعنى مفعول أي: مهشوم، يابساً متكسراً، (هشيماً)، ومنه سمي جد رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشماً ، وكان اسمه عمرو ؛ لأن أهل مكة قد أصابتهم سنة، وأصابهم جوع، فذهب ذلك الرجل إلى بلاد الشام وابتاع خبزاً كثيراً حمله على إبل كثيرة، ثم جاء إلى مكة فأمر الطهاة، فنحروا تلك الإبل، وهشموا ذلك الخبز، ثم صبوا عليه من المرق، ووضعوا اللحم، فأطعم أهل مكة وأزال عنهم الجوع، حتى قال عبد الله بن الزبعرى :

عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف

قوله: هشم الثريد أي: كسر ذلك الخبز وفتته، فهذا النبات أصبح هشيماً يابساً متفتتاً.

تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ [الكهف:45] أي: تفرقه وتطيره وتبدده، من الذرو وهو التفريق.

وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً [الكهف:45]، الله عز وجل قدرته بالغة كاملة، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يرتب أسباب الفناء على أسباب البقاء، وينقل المخلوقات من حال إلى حال، قال أهل التفسير: هذا تشبيه لمعقول بمحسوس، فالشيء المحسوس الذي يراه الناس أن جنةً من الجنان كانت خضرةً نضرة، بهيجةً مثمرة، إذا رآها الناظر أعجب بها، ثم بعد ذلك فجأةً يغير الله عز وجل حالها، ويبدل أمرها، بسبب من الأسباب التي يقدرها، وهكذا الدنيا يا كفار قريش! يا من تكبرتم على عمار و بلال و خباب اعلموا أن هذه الدنيا لا تبقى على حال، بل هي كما شبهها الله عز وجل بالماء في هذه السورة، وفي سورة يونس: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس:24].

وكذلك في سورة الزمر: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ [الزمر:21].

وكذلك في سورة الحديد: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً [الحديد:20].

أوجه الشبه بين الدنيا والماء

قال أهل التفسير: وجه الشبه بين الدنيا والماء من عدة وجوه:

الوجه الأول: أن الماء لا يستقر على حال، فكذلك الدنيا لا تستقر على حال، تارةً تفرح، وتارةً تحزن، تارةً تعطي، وتارةً تمنع، تارةً تصح وتارةً تسقم، تارةً تغني، وتارةً تفقر، فلا تستقر على حال.

الوجه الثاني: أن الماء لا يستقر في موضع، وكذلك الدنيا، فهي اليوم هنا، وغداً عند فلان، وبعد غد عند آخر، نجد بلاداً كانت غنيةً رخيةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، ثم أصبحت بعد حين فقيرةً معدمة، لا يجد أهلها قوتاً، أذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

الوجه الثالث: أن الماء يذهب ولا يبقى، وكذلك الدنيا تذهب ولا تبقى.

الوجه الرابع: أن الماء لا يدخله أحد إلا ابتل، وكذلك الدنيا لا تصيب أحداً بخيرها إلا أصابته بشرها، فلا يسلم منها أحد.

الوجه الخامس: أن الماء إذا كان بقدر معين فإنه ينفع ولا يضر، فإذا زاد ضر، وكذلك الدنيا إذا أصاب منها الإنسان حاجته فإنه ينتفع بها، فإذا توسع فيها فإنه يتضرر بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد أفلح من أسلم، ورزقه الله كفافاً، وقنعه بما رزقه ).

فهذه وجوه خمسة للشبه بين الدنيا والماء وهي: أن الماء لا يستقر بل يتنقل، أن الماء لا يبقى بل يذهب، وكذلك الدنيا، أن الماء لا يدخله أحد إلا ابتل، كذلك الدنيا لا يصيب منها أحد إلا وجد من ضرها ولأوائها، وأن الماء يكون بقدر النفع فإذا زاد ضر، وكذلك الدنيا، وأن الماء لا يستقر على حال، وكذلك الدنيا، وهذا يسميه أهل البلاغة تشبيهاً مركباً؛ لأنها صورة منتزعة من عدة أشياء، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً [الكهف:45].

فيا من فتح الله عليك أسباب الدنيا لا تغتر، واعلم أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، وانظر في القرآن كيف حكى الله قصص أقوام فتح عليهم من أسباب الدنيا كـفرعون ، و قارون ، و الوليد بن المغيرة ، و أمية بن خلف ، و أبي لهب بن عبد المطلب ، وغيرهم، فلم يتقوا الله عز وجل في دنياهم، ولم يعرفوا حق الله عز وجل في أموالهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وكانت الدنيا وبالاً عليهم.

واضرب لهم يا محمد! مثلاً لهذه الحياة الدنيا، و(الحياة الدنيا) لفظة تطلق على المدة التي يبقى فيها الفرد على ظهر هذه البسيطة حياً هو وغيره من الأنواع، وسميت (دنيا) لأنها دانية قريبة حاضرة، وفي الوقت نفسه هي قصيرة يسيرة، مقدر زوالها.

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ [الكهف:45]، هذا الماء الطهور الذي ينزله الله عز وجل من السماء ليشرب منه الناس، ويسقون، ويزرعون، ويحرثون، وينتفعون، وهو الذي قال الله فيه: وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]، هذه الحياة الدنيا كماء أنزله الله من السماء، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ [يونس:24]، اختلاط النبات: التفاف بعضه ببعض بسبب وفرته، وخصوبته، ونمائه، (فاختلط به) أي: بسبب ذلك الماء، ولولا الماء ما نبت نبات، كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ [يونس:24]، وبعدما كان هذا النبات بهياً نضيراً مثمراً بين عشية وضحاها أرسل الله عليه آفةً من الآفات، وسبباً من الأسباب فَأَصْبَحَ هَشِيماً [الكهف:45]، (هشيم) على وزن فعيل بمعنى مفعول أي: مهشوم، يابساً متكسراً، (هشيماً)، ومنه سمي جد رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشماً ، وكان اسمه عمرو ؛ لأن أهل مكة قد أصابتهم سنة، وأصابهم جوع، فذهب ذلك الرجل إلى بلاد الشام وابتاع خبزاً كثيراً حمله على إبل كثيرة، ثم جاء إلى مكة فأمر الطهاة، فنحروا تلك الإبل، وهشموا ذلك الخبز، ثم صبوا عليه من المرق، ووضعوا اللحم، فأطعم أهل مكة وأزال عنهم الجوع، حتى قال عبد الله بن الزبعرى :

عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف

قوله: هشم الثريد أي: كسر ذلك الخبز وفتته، فهذا النبات أصبح هشيماً يابساً متفتتاً.

تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ [الكهف:45] أي: تفرقه وتطيره وتبدده، من الذرو وهو التفريق.

وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً [الكهف:45]، الله عز وجل قدرته بالغة كاملة، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يرتب أسباب الفناء على أسباب البقاء، وينقل المخلوقات من حال إلى حال، قال أهل التفسير: هذا تشبيه لمعقول بمحسوس، فالشيء المحسوس الذي يراه الناس أن جنةً من الجنان كانت خضرةً نضرة، بهيجةً مثمرة، إذا رآها الناظر أعجب بها، ثم بعد ذلك فجأةً يغير الله عز وجل حالها، ويبدل أمرها، بسبب من الأسباب التي يقدرها، وهكذا الدنيا يا كفار قريش! يا من تكبرتم على عمار و بلال و خباب اعلموا أن هذه الدنيا لا تبقى على حال، بل هي كما شبهها الله عز وجل بالماء في هذه السورة، وفي سورة يونس: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس:24].

وكذلك في سورة الزمر: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ [الزمر:21].

وكذلك في سورة الحديد: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً [الحديد:20].

قال أهل التفسير: وجه الشبه بين الدنيا والماء من عدة وجوه:

الوجه الأول: أن الماء لا يستقر على حال، فكذلك الدنيا لا تستقر على حال، تارةً تفرح، وتارةً تحزن، تارةً تعطي، وتارةً تمنع، تارةً تصح وتارةً تسقم، تارةً تغني، وتارةً تفقر، فلا تستقر على حال.

الوجه الثاني: أن الماء لا يستقر في موضع، وكذلك الدنيا، فهي اليوم هنا، وغداً عند فلان، وبعد غد عند آخر، نجد بلاداً كانت غنيةً رخيةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، ثم أصبحت بعد حين فقيرةً معدمة، لا يجد أهلها قوتاً، أذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

الوجه الثالث: أن الماء يذهب ولا يبقى، وكذلك الدنيا تذهب ولا تبقى.

الوجه الرابع: أن الماء لا يدخله أحد إلا ابتل، وكذلك الدنيا لا تصيب أحداً بخيرها إلا أصابته بشرها، فلا يسلم منها أحد.

الوجه الخامس: أن الماء إذا كان بقدر معين فإنه ينفع ولا يضر، فإذا زاد ضر، وكذلك الدنيا إذا أصاب منها الإنسان حاجته فإنه ينتفع بها، فإذا توسع فيها فإنه يتضرر بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد أفلح من أسلم، ورزقه الله كفافاً، وقنعه بما رزقه ).

فهذه وجوه خمسة للشبه بين الدنيا والماء وهي: أن الماء لا يستقر بل يتنقل، أن الماء لا يبقى بل يذهب، وكذلك الدنيا، أن الماء لا يدخله أحد إلا ابتل، كذلك الدنيا لا يصيب منها أحد إلا وجد من ضرها ولأوائها، وأن الماء يكون بقدر النفع فإذا زاد ضر، وكذلك الدنيا، وأن الماء لا يستقر على حال، وكذلك الدنيا، وهذا يسميه أهل البلاغة تشبيهاً مركباً؛ لأنها صورة منتزعة من عدة أشياء، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً [الكهف:45].

فيا من فتح الله عليك أسباب الدنيا لا تغتر، واعلم أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، وانظر في القرآن كيف حكى الله قصص أقوام فتح عليهم من أسباب الدنيا كـفرعون ، و قارون ، و الوليد بن المغيرة ، و أمية بن خلف ، و أبي لهب بن عبد المطلب ، وغيرهم، فلم يتقوا الله عز وجل في دنياهم، ولم يعرفوا حق الله عز وجل في أموالهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وكانت الدنيا وبالاً عليهم.

يقول الله عز وجل: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46].

سبب تقديم المال على البنين في كثير من آيات القرآن

الله عز وجل في هذه الآية المباركة يبين حالةً عامة لهذه الدنيا وهي: أن الناس يتزينون فيها بأمرين اثنين، وعنهما تتفرع بقية الأمور، وهما المال والبنون، فهذان زينة الحياة الدنيا، وقدم الله عز وجل المال على البنين في هذه الآية، وفي قوله تعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ [المؤمنون:55-56].

وفي قوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن:15]، وفي قوله تعالى: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى [سبأ:37]، وفي قوله تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:88]، فهذه المواضع كلها قدم الله عز وجل المال على البنين لعدة وجوه:

الوجه الأول: أن المال يرغب فيه كل أحد؛ الشاب والشيخ، والصغير والكبير، وذو الأولاد والعقيم، الكل يحب المال أكثر من حبه البنين، لربما يشبع الإنسان من البنين، فقد يرزق بخمسة أو ستة أو عشرة فيقول: كفى، لكنه لو رزق من المال أضعافاً مضاعفةً فلا يقول: كفى؛ بل يريد الزيادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى الثالث، ولا يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب ).

الوجه الثاني: أن المال لبقاء النفس، والبنين لبقاء النوع، أي أن المال نحتاج إليه في بقاء النفس، من أجل أن يحفظ الإنسان نفسه فلا بد من مال، لا بد من أن يطعم ويشرب ويلبس ويتداوى ويأوي من الحر والقر وغير ذلك، أما البنون فإنما هم لحفظ النوع الإنساني.

الوجه الثالث: قدم الله المال على البنين لأن الحاجة إلى المال أعظم من الحاجة إلى البنين، فلربما يكون الإنسان ذا مال ويستغني عن البنين، لكنه ربما يكون له بنون كثيرون وهو في ضيق حال فيعيش في ضنك ونكال، فمن أجل هذا قدم الله المال على البنين؛ ثم لأن المال من ناحية أقدم في الوجود على البنين.

يقول الله عز وجل: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:46]، أي: زينة يتزين بها المرء، والزينة سرعان ما تنقضي وتزول، قال أهل العلم: المال زينة؛ لأن فيه جمالاً ونفعاً، والبنون زينة؛ لأن فيهم قوةً ودفعاً، ولذلك قال القائل وهو طرفة :

فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد

فأصبحت ذا مال كثير وطاف بي بنون كرام سادة لمسود

الكل يتمنى المال، والكل يتمنى البنين؛ لأن المال والبنين جعلهم الله عز وجل زينةً لهذه الحياة الدنيا، ولكن هناك ما هو أبقى، وما هو أنفع.

الباقيات الصالحات

قال الله عز وجل: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً [الكهف:46]، (الباقيات الصالحات) وصفان لموصوف محذوف، وتقديره: والأعمال الباقيات الصالحات.

الباقيات هي التي يبقى أجرها، ويدوم ذخرها، وحكم عليها ربنا بأنها صالحة.

قال بعض المفسرين: الباقيات الصالحات: الصلوات الخمس، وقال بعضهم: بل الكلمات الخمس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والصحيح: أن الباقيات الصالحات لفظ عام، يشمل كل عمل حكم ربنا بصلاحه، فيدخل في ذلك شعائر التعبد من صلاة، وصيام، وصدقة، وحج، وعمرة، ويدخل في ذلك الجهاد، وذكر الله، وطلب العلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والقيام بحقوق الله، وحقوق عباده، والقيام بحقوق الأزواج، وبحقوق الخدم والمماليك، وبحقوق البهائم، إلى غير ذلك، هذه كلها باقيات صالحات، يبقى لك أجرها عند الله، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض مفردات تلك الباقيات الصالحات، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ( أنه دعا يوماً بوضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح، ثم قام فصلى العصر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الظهر، ثم قام فصلى المغرب غفر له ما كان بينها وبين صلاة العصر، ثم قام فصلى العشاء غفر له ما كان بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله يبيت يتمرغ على فراشه، فإذا قام فصلى الصبح غفر له ما كان بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات. قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات الصالحات؟ قال: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).

وكذلك روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الصحابة ذات يوم فنظر إلى السماء بعد صلاة العشاء، ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء فقال عليه الصلاة والسلام: أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض يوم القيامة، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر هن الباقيات الصالحات ).

والحديث الآخر الذي في مسند أحمد عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده). فهنا أضاف صلى الله عليه وسلم نوعاً جديداً من الباقيات الصالحات، أما كلمة (بخ بخ) فهي كلمة تقال للإعجاب بالشيء، (بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده).

وقال عليه الصلاة والسلام: ( بخ بخ لخمس من لقي الله مستيقناً بهن أدخله الجنة: يؤمن بالله، واليوم والآخر، وبالجنة، وبالنار، وبالبعث بعد الموت، وبالحساب )، وهنا أضاف صلى الله عليه وسلم خمساً من الباقيات الصالحات تتعلق بأفعال القلوب: ( الإيمان بالله، واليوم الآخر، والجنة والنار، والحساب، والبعث بعد الموت )، هذه أيضاً من الباقيات الصالحات.

ومن الباقيات الصالحات ما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كنز الناس الذهب والفضة، فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، وأسألك لساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم )، هذه أيضاً من الباقيات الصالحات.

هذه الباقيات الصالحات، هذه الأعمال التي حكم ربنا جل جلاله بصلاحها، سواء كانت أقوالاً، أو أفعالاً، أو عقائد ونيات.

خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ [الكهف:46]، أي: في الآخرة، ثَوَاباً [الكهف:46]، أي: عاقبةً وفائدةً تعود إلى صاحبها، وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46]، الأمل هو ما يؤمله صاحبه في المستقبل، الطمع فيما يرجوه في المستقبل، يؤمله من عواقب الباقيات الصالحات، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46].

التحذير من الانشغال بالحياة الدنيا عن الآخرة

هذه الآية المباركة يعظنا الله عز وجل ويوصينا فيها، ويقول لنا: يا مؤمنون! أموالكم وأولادكم جعلها الله عز وجل زينةً لكم في هذه الحياة الدنيا، فلا ينبغي أن تشغلكم أموالكم وأولادكم عن تحصيل عمل صالح يبقى لكم عند الله، وهذا المعنى في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ [المنافقون:9].

وفي قول الله عز وجل: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ:37].

وفي قوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14]، ثم قال سبحانه: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ [آل عمران:15]، وهنا قال: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46]، ولو تأملنا في حال كثير من الناس نجد أنهم قد شغلوا بأموالهم، وأولادهم عما يقربهم إلى ربهم، ولسان حالهم، كما قال الأولون: شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا [الفتح:11]، نعوذ بالله من الخذلان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ).


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير من سورة الأعلى إلى سورة البلد 2549 استماع
تفسير من سورة الفيل إلى سورة الكوثر 2539 استماع
تفسير سورة الكهف - الآيات [98-106] 2511 استماع
تفسير سورة الكهف - الآيات [27-29] 2379 استماع
تفسير سورة الكهف - الآيات [21-24] 2370 استماع
تفسير سورة الأنعام - الآية [151] 2298 استماع
تفسير سورة الأنعام - الآيات [27-35] 2265 استماع
تفسير سورة الكهف - الآيات [71-78] 2173 استماع
تفسير سورة الأنعام - الآيات [115-118] 2089 استماع
تفسير سورة الكهف - الآيات [30-36] 2053 استماع