فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 401

أما لبس العمامة وإطالة الشعر هذه المسألة فيها خلاف، هل هو سنة أو لا؟ كثير من أهل العلم ومنهم المعاصرون يرون أن هذه من الأفعال الجبلية الطبيعة التي يمتاز بها كل مجتمع، ولم يأت حرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حث الناس على إطالة الشعر مثلاً، أو على لبس عمامة ما، وإن ورد: هكذا اعتم ابن عوف لكن هذا في الصفة، حينئذٍ من أثبت أن هذه سنن فهي ملحقة بالقسم الأول الذي ذكرناه، هل يقوى أو لا يقوي. تهيأة المجتمع ونحو ذلك، وإذا قيل بأنها ليست بسنن كما هو المشهور عند أهل العلم حينئذٍ لا إشكال، إذا قيل: لا تلبس العمة لأنه عادة ولم يكن عبادة للنبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أمر واضح، صار التعبد في مثل هذا قريب من الأمور المحدثة، لأنك تنسب لشرع لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به، وكذلك الشأن في إطالة الشعر أو لبث النعل السبتية ونحو ذلك، وإن كان الصحيح في مثل هذه المسألة أن كل ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو سنة، لكن يعامل بما عامله النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني بما عامل هذه السنة، فكل فعلٍ طبيعي أو ما يُسمى بالجبلي نقول فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت تفعله، لعموم قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي} [الأحزاب: 21] انظر التعبير بـ (في) الظرفية الدالة على الذات {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ} ، {فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} حينئذٍ التأسي والإقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دلت عليه هذه الآية مطلقًا بدون قيد، فيبقى على إطلاقه، فكل ما أُثِرَ عن ... النبي - صلى الله عليه وسلم - من قولٍ أو فعلٍ حينئذٍ أنت مأمور بالتأسي به - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، لكن يبقى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس العمة فتلبس أنت فتنظر إلى سنة أخرى هل حثَّ الناس عن لبس العمامة أو لا؟ لم يحث. إذًا البس العمامة واسكت، أطال الشعل فأنت تطيل شعرك اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، هل حث الناس خطب في المنابر ونقل قوله، وجعله مفاصلة بينه وبين الناس، وذم من لم يطل شعره؟ لا، إذًا تُطِلْ شعرك وتسكت، لا تدع إليها، هذا يعبر عنها بعضهم بالسنة العادية، يعني: تفعلها ولا تدع إليها البتة وإنما تبين بيان عام كما أبين الآن أنا، فتقول: هذه من السنن العادية لا يؤمر الناس بها البتة وإنما يُفعل ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - على جهة التأسي، وأما التعبدية السنة التعبدية فهي التي حثّ الناس على فعلها بالقول أو بالفعل. إذًا النظر هنا حتى لا يساء في أهل العلم بأنهم قد لا يحيون بعض السنن أو الأمر بهجر بعض السنن، تقول: لا، الخلاف هذه سنة أولاً أو لا؟ على خلاف في الأصول، وأكثر أهل العلم من الأصوليين وغيرهم على أن الأمور الجبلية هذه ليست بسنن، لا يتعبد بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، الصواب ما ذكرناه آنفًا، لكن يبقى قضية التحمل، هل تتحمل أو لا؟

س: إن الله خلق آدم على صورته؟

يعني: صورة الرحمن، وهل يكون إمراره كما هو في قوله: ... # 52.23

ج: يأتي إن شاء الله البحث.

س: ما حكم قول أن الله استولى على صفات الكمال؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام