فهرس الكتاب
الصفحة 93 من 401

س: هذا يقول كأن السؤال فيه نوع اعتراض أو إشكال عنده: كثير ما يقول المشايخ عن بعض السنن تقصير الثوب إلى نصف الساق، لبس العمامة إطالة الشعر أنها لا ينبغي أن تفعل الآن لأنها تخالف المجتمع، والحقيقة يا شيخ أنني منذ فطرة وأنا أفكر في هذا الكلام، وأنه يخالف كثيرًا مما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنه كان يخالف مجتمعه حتى في بعض السنن، فإذا كان كلامه صحيحًا فمتى ستحيى السنن يعني، ويعرف الناس تلك السنن، مع العلم أن الأخذ بهذا القول يؤدي إلى هجر كثير من السنن؟

ج: لا، لا يؤدي إلى هجر كثير من السنن، الخلاف الآن هل هو من السنة أو لا؟ العلم في قضية تقصير الثوب إلى نصف الساق ثابت بالنص لا إشكال فيه، ولكن من قال بأنه قد لا يطبق أو شيء آخر نظر إلى شيء آخر، لا لتطبيق السنة لا شك أنه يرى أنها الأولى تطبيق السنة، لكن ثم ما يسمى بالمصالح والمفاسد.

هل المجتمع يقبل مثل هذه السنة أو لا.

الإشكال في هذا ليس في قبول المجتمع أو لا، الإشكال هنا في تعليم المجتمع يعني: أصلاً أن يعلم الناس، قبل أن نبدأ بتطبيق مثل هذه السنن، نعلم الناس، نطلب من الخطيب أن يتكلم عن بعض هذه السنن، مرة ثانية وثالثة ورابعة، في الدروس، في الحديث الخاص بين الناس، أن هذه من السنن، إذا راج بين الناس أن ثَمَّ سنة ولو بالإدراك بالسمع والعقل وما رأوها ـ إذا رأوها تقبلوها، لكن عندما يأتي يقول: هذه سنة أو يرفع إلى قريب الركبة مثلاً ويمشي الناس في نفوسهم يقع شيء، كيف هذه سنة وهكذا جئت بها؟ تقول: الحديث في مثل هذه المسألة يعتبر من النظر في المصالح والمفاسد، من حيث المجتمع ومن حيث الشخص نفسه، يعني: قد المجتمع يقبل لكن ثم من لا يقبل من الناس بعض هذه السنن، فحينئذٍ النظر في الشخص نفسه الذي يأتي بمثل هذه السنن هل تصبر على أذية الخلق أم لا؟ يعني: نعرف بعض الأشخاص التزم ببعض السنن وأُذي من الناس فما صبروا فانتكثوا. إذًا كيف أن تطبق سنة وأنت لست مهيأ داخليًا ثم بعد ذلك لا تصبر على أذية الناس فتمشي، هذا أكثر من شخص بالفعل هذا واقع أراد أن يطبق السنة والشعر إلى الكتف والثوب قريب من الركبة .. إلى آخره، هذا يسخر به، وهذا يستهزئ به، وهذا .. حتى ينادى يا أبله .. إلى آخره ما صبر مشى، ترك كل شيء حتى الصلاة ما عاد يخرج إلى المسجد، هذا مقبول هذا؟ هذا ليس بصحيح، فليس كل شخص يقوى على تحمل أذية الناس، فمراد أهل العلم. العلم نظرته مستقبلية ليست ظاهر يطبق السنة ويمشي، لا، هؤلاء علماء يعلم أن هذه سنة لكن قد أنت ما تقوى وكم، وكم كثير من الناس قد لا يقوى على مواجهة مخالفة الناس، وهذاه تحتاج إلى صبر وتحتاج إلى يقين، وتحتاج إلى تعلق بالله عز وجل، يكون عنده نوع عمل قلبي وله صلة بالله عز وجل باطنة، هذا الذي يقوى على مواجهة أذية الناس، وأما ما عداه فلا يقدر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام