فهرس الكتاب
الصفحة 75 من 401

وأما الثاني: وهو الفعل فهو أقل من الأول كما جاء في حجة الوداع أنه أشار بأصبعه إلى السماء يستشهدُ ربه على إقرار أمته بالبلاغ، رفعُ أصبعه إلى السماء وصفٌ أو لا؟ وصفٌ أثبت صفة العلو للرب جل وعلا، إذًا لم ينطق هنا في هذا الموضع لم ينطق النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفة العلو، وإنما أشار بأصبعه إلى السماء ينكبها إلى الأرض، فدل على أنه وصف ربه بذلك الفعل وهو الإشارة إلى السماء بأنه موصوفٌ بالعلو، فرفع أصبعه إلى السماء فيه وصفٌ لله تعالى بالعلو عن طريق الفعل، وقد يجمعُ بينهما القولُ والفعل، وذلك حينما تلى قولهُ تعالى: {إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58] . فوضع إبهامهُ على أذنه اليمنى والتي تليها على عينه وهذا إثباتٌ لصفتي السمع والبصر بالقول والفعل، فقد يُقال بأن القول هنا من الرب جل وعلا، والفعل من النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو داخل في الفعل، ولكن مثل ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى الجمع بينهما فقد يُقال بأن قوله: {إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} . ليس بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يصفهُ بالقول وإنما تلى الآية ووضع إبهامه وأصبعه، يعني: تحقيقًا لهاتين الصفتين ليس من التمثيل ولا التشبيه وإنما المراد به تحقيق الصفة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام