فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 401

(موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم) الواو هنا للمغايرة، اللسان هو الجارحة المعروفة، (نَبِيِّهِ) النبي إنسان ذكر أوحي إليه بشرع من قبله، يعني: لا بشرع جديد، أو على المشهور ولم يؤمر بتبليغه كما هو قول الجمهور على خلاف بينهم في الترادف بين النبي والرسول والفرق بينهما، (وعلى لسان نبيه الكريم) ، (نبيه) هل نقول: نبيهِ الإضافة هنا للعموم فتعم كل نبي، أو أنها خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ يحتمل لأنه قد جاء في بعض القصص القرآني إثبات بعض الصفات على لسان إبراهيم عليه السلام، أو نوح، أو موسى، حينئذٍ نقول: الأنبياء من حيث العقيدة عقيدتهم واحدة فما وصف به النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه فهو عقيدة إبراهيم، كذلك عقيدة موسى وغيره من الأنبياء، فيحتمل أن ما جاء في القرآن من القصص القرآني ولو لم نقل شرع من قبلنا شرعٌ لنا أو لا، على مسألة خلافية، نقول: لا هذه عقيدة حينئذٍ ما اعتقده النبي - صلى الله عليه وسلم - في ربه من الصفات والأسماء كذلك هو الشأن في إبراهيم وغيره، إذًا يحتمل أن الإضافة هُنا جنسية فتعم كل نبي، فيشمل إثبات الصفات ولو لم يكن على لسان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو للعهد فتختص بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وكلاهما محتمل، وقوله: (وعلى لسان نبيه) . الواو للعطف وهي تقتضي المغايرة، حينئذٍ تثبُت الصفة إما بالكتاب فقط، وإما بالسنة النبوية فقط أو بهما معًا فلا يُشترط أن يتفقا قد يقول قائل: موصوف بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه. إذًا لا بد من الاتفاق إذا جاءت الصفة في الكتاب لا بد أن يذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا نقول: أحوال الصفة من حيث الثبوت قد تثبت في الكتاب فقط، وقد تثبت في السنة فقط وقد تثبت فيهما معًا، وإذا ذكرنا الإجماع قد يأتي الإجماع بصفةٍ وهي واضحة بينة من حيث الدلالة دلالة الإجماع والنصية على الصفة ويكون قدرًا زائدًا على ما أثبته الكتاب والسنة، إذًا قوله: (وعلى لسان نبيه) . الواو هنا للعطف وهي تقتضي المغايرة، وقد تثبت الصفات على لسان نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولو لم تكن واردة في القرآن «يضحك الله إلى رجلين» . ... إلى آخره، والصفات قد تثبت بالكتاب فقط، أو بالسنة الصحيحة فقط، أو بهما معًا، أو بالإجماع، لأنه لا يكون إلا بنص وهذا ليس خاصٌ بالصفات بل الأسماء كذلك، قد تثبت في الكتاب فقط أو في السنة فقط أو بهما أو بالإجماع، ولذلك قول المُصنف: (بما وصف به نفسه في كتابه العظيم) . ينبغي أن يُقال: وسمّى به نفسه، موصوفٌ بما وصف به نفسه وسمى كذلك نفسه لكن يُعتذر عن المصنف كغيره لأنه ذكر الصفات فقط لأمرين: إما لأنه ما من اسم إلا ويتضمن صفة، أو لأن الخلاف في الأسماء ضعيف، يعني: الكلام في الصفات ودخول أهل البدع في الصفات أكثر من الأسماء، الأسماء لم يذكرها إلا غُلاة الجهمية والمعتزلة، أو لأن الخلاف في الأسماء ليس كالخلاف في الصفات إذ اختلاف الأسماء ضعيف حيث لم يُنكر الأسماء إلا غُلاة الجهمية والمعتزلة، قال الإمام أحمد كما سبق: لا يُوصفُ الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله لا يُتجاوز القرآن والحديث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام