فهرس الكتاب
الصفحة 71 من 401

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في حديثه عن لفظ الذات: وفصل الخطاب أنها ليست من العربية العرباء، بل من المولَّدة كلفظ الوجود ولفظ الماهية والكيفية، هذه ليست مستعملة في لسان العرب، الماهية أصلها ما هي، والكيفية كيف، أليس كذلك؟ وهذا ما يُسمى بالمصدر الصناعي، ونحو ذلك اللفظ يقتضي وجود صفات تُضاف إلى الذات، أو تُضاف الذات إليها، فيُقال: ذاتُ علمٍ، وذاتُ قُدرة، وذاتُ كلامٍ، والمعنى كذلك فإنه لا يمكن وجود شيء قائم بنفسه في الخارج لا يتصف بصفةٍ ثبوتيةٍ أصلاً فما هو قائم بنفسه فلا بد له من صفة، وما كان صفة فلا بد له من قائمٍ بنفسه مُتصفٍ به، إذًا الذات قصدوا به أن ما يُضاف إليه من صفةٍ وهو صفة العلم والقدرة مثلاً الْمُراد بها أن كلاً منهما مُلازم للآخر، فالذات لا توجد إلا بصفة، لأن انفكاك ذاتٍ عن كُل الصفات لا وجود له فالخارج، ثُم هذه الصفة لا بد لها من محل تقوم به وهو الذات، لكن اللفظ من حيث هو نقول: هذا لفظ مولَّد وليس باستعمال العرب، ولذلك قلت فيما سبق: أن الذات والصفة متلازمان وعليه فإطلاق لفظ الذات على الرب جل وعلا من باب الإخبار لا من باب الصفات، لأنه لم يرد نحن نقول قاعدة موصوف بما وصف به نفسه، والموصوف دل على الذات، فإطلاق لفظ الذات على الرب هل هو صفة؟ نقول: لا ليس بصفة، لماذا؟ لعدم وجوده في الشرع لم يرد لا في كتاب ولا في سنة حينئذٍ نقول: هذا من باب الإخبار لا من باب الصفات، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات كالصانع مثلاً نقول: الصانع هذا جاء {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] {صُنْعَ اللَّهِ} لكن جاء مصدرًا اشتقاق لفظ الصانع هذا استعمله ابن القيم وغيره لكنه من باب الإخبار لا من باب الصفات ويُتَجَوَّزُ في هذا ما لا يُتَجَوَّزُ في غيره، إذًا إطلاق لفظ الذات على الرب جل وعلا من باب الإخبار لا من باب الصفات لعدم وروده، والوصف عرفنا المراد بالذات، الوصف ذكر الشيء بحليته ونعته والصفة الحالَّة التي عليها الشيء من حليته ونعته، يعني: وصف الشيء بحليته ونعته، يعني: بما يُنعت به، وهذا على القول بأن الصفة والنعت مترادفان وهو المشهور عند النحاة وغيرهم، وإطلاق الصفة لفظ الصفة عرفنا أن الذات لا يصح أن يقال بأنه صفة لله عز وجل لعدم وروده، لكن لفظ الصفة، هل نقول: علم صفة الله؟ هل يصح أو لا؟ نعم يصح، ورد في الحديث المتفق عليه السابق (( إنها صفة الرحمن ) )ذاك الرجل الذي كل ما قرأ سورة بعد الفاتحة قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «سلوه» . قال: (( إنها صفة الرحمن ) ). أقره النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذًا يجوز أن يُطلق لفظ الصفة على الرب جل وعلا، إذًا إطلاق الصفة على الله تعالى ثابتٌ شرعًا قد جاء ذكر الصفات في حديث (( إنها صفة الرحمن ) ). والحديث متفق على صحته، وفي حديث ابن عباس فيما رواه عبد الرزاق بسند صحيح حينما .... # 57.47 والإجماع منعقد على هذا خلافًا لابن حزم رحمه الله تعالى، فلم يصح الحديث عنده فقال: لا يجوز أن يقال صفة. العلم صفة الله عز وجل لعدم وروده.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام