فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 401

الثاني: تضُمن الاسم لها، فكل علم واسم لله عز وجل فهو دال على صفةٍ، فالحي اسم لله تعالى متضمن لصفة الحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها زوال الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر، وكذلك يقال في العليم والرحمن والرحيم وسائر أسماء الرب جل وعلا كما سبق بيانه أن كل اسم فهو متضمن لصفة، من غير عكس، يعني: لا يؤخذ من كل صفةٍ علمًا للرب جل وعلا، وإنما العكس هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، فكل اسم يتضمن صفة، فكل اسم صفة وليس كل صفةٍ اسمًا، كل اسمٍ صفة لأنه يدل على ذاتٍ موصوفة، لكن هل كل صفةٍ هي اسم؟ الجواب: لا، ولذلك جاء {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، بالفعل فعل ماضي استوى لم يرد مستوٍ، وإنما يصح إطلاقه من باب الإخبار، فنقول: الله عز وجل مستوٍ على عرشه، وأما إذا أردنا المطابقة لما جاء في الكتاب نقول: ( {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ) نعبر بالفعل الماضي. هل نقول: المستوي نشتق من {اسْتَوَى} اسم فاعل؟ الجواب: لا، لا يحل لنا ذلك، لماذا؟ لأن {اسْتَوَى} دل على صفة، وإذا دل على صفة وهو فعلٌ حينئذٍ لا يحل لنا أن نشتق من هذا الفعل اسم فاعل ونقول: هو علم للرب جل وعلا للقاعدة السابقة وهي: أن أعَلاَم الرب جل وعلا توقيفية كما أن صفاته كذلك توقيفية، فكل اسم يتضمن صفة، فكل اسم صفة وليس كل صفة اسمًا، فالاسم يدل على الذات مع دلالته على الصفات كما سبق، وأما الصفات فهي تدل على معنى قائم بالذات فقط فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمرٍ واحد، هذا من الفوارق بينهما الاسم دل على أمرين:

الأول: الذات.

والثاني: الوصف صفة.

وأما الصفة فهي دالة على أمر واحد دون دلالتها على الذات.

إذًا الوجه الأول: التصريح بالصفة.

الوجه الثاني: دلالة الأسماء على الصفات.

الوجه الثالث: التصريح بفعل أو وصف دالٍ عليها.

بفعل مثل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، «ينزل ربنا» . «ينزل» فعل مضارع، «ربنا» فاعل، إذًا هو فاعل النزول، هل نثبت صفة النزول للرب جل وعلا؟ نقول: نعم نثبتها. ما الذي دلنا على ذلك؟ الفعل المضارع «ينزل» ، هل نثبت صفة الاستواء للرب جل وعلا؟ نقول: نعم، ما الذي دلنا على ذلك؟ الفعل الماضي {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، فالتصريح بفعل أو وصف دالٍ عليها كالاستواء والمجيء {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً} [الفجر: 22] حينئذٍ نثبت صفة المجيء للرب جل وعلا، والذي دل على ذلك هو الفعل الماضي، والنزول دُل عليه بالفعل، والانتقام {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22] ما نوعه؟ {مُنتَقِمُونَ} جمع منتقم، ومنتقم هذا إيش نوعه؟ ما نوعه؟ نعم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام