فهرس الكتاب
الصفحة 53 من 401

لا بد من دلالةٍ على ذات كل علم لا بد أن يدل على ذات قطعًا هذا في شأن الخالق وفي شأن المخلوق، فالعليم دل على ذات، والسميع دل على ذات، والحي وغير ذلك من الأسماء كلها دالة على ذات واحدة وهي ذات الرب جل وعلا، كذلك في شأن المخلوق زيد وعمرو لا بد أن يدل على ذات محسوسة مدركة مشاهدة في الخارج، حينئذٍ دلالة العَلم على الذات قطعية، وإنما هل تدل على شيء زائد على مجرد دلالتها على الذات؟ هذا الذي فيه الكلام، وأما دلالتها على الذات فهذا واضح، إذًا هي أعلام باعتبار كونها تدل على ذات الرب جل وعلا، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، حينئذٍ يرد الإشكال عند النحاة على جهة الخصوص، هل أعلام الرب جل وعلا مترادفة أو متباينة؟ ولذلك يقع الخلاف بسم الله الرحمنِ الرحمن هل هو نعت للفظ الجلالة أو أنه بدل؟ تقول: عندهم قاعد أن الأعلام لا ينعت بها، هي تنعت تقول: جَاءَ زَيْدٌ الْعَالم. نعت زيد وهو علم بصفة وهو العالم، لكن هل تقول: جَاءَ الْعَالِمُ زَيْد. وزيد يكون صفة للعالم؟ هذا ممنوع عند النحاة، وفي شأن البشر لا إشكال، بسم الله الرحمنِ يمر بك خلاف هل الرحمن نعت أو بدل؟ فالمرجح عند كثير منهم أن الرحمن بدل وليس بنعت، وهذا غلط بناء على هذه المسألة وهي كون الرحمن علمًا لا ينافي أن يوصف به باعتبار كونه متضمنًا لصفة، فأعلام الرب جل وعلا لا تقاس على أعلام المخلوق نعم جَاءَ الْعَالِمُ زَيْد زَيد لا يصح أن ينعت به لأنه دال على ذاتٍ فقط، وأما بسم الله الرحمنِ الرحمن نعت هنا لماذا؟ لأنه وإن كان دالاً على الذات إلا أنه نعت به هنا من جهة دلالته على الصفة وهي: الرحمة، إذًا لا مانع أن يقال: بسم اللهِ، اللهِ هذا موصوف ووصف بالرحمة التي تضمنها اسمه الرحمن، كأنك قلت: جَاءَ زَيْدٌ الْعَالِمُ. والعالم هذا نعت، إذًا أعلام الرب جل وعلا هي أعلام وأوصاف، أعلامٌ باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار دلالتها على المعاني التي دلت عليها، حينئٍِذ بالاعتبار الأول دلالتها على الذات هل هي مترادفة أو متباينة؟ المترادف ما تعدد لفظه واتحد معناه، والمتباين ما تعدد لفظه ومعناه، واضح؟ الترادف، المترادف ما تعدد لفظه، اللفظ متعدد لكن المعنى واحد كما قلنا: ليث، وأسد، وغضنفر. هذه كلها ألفاظ، المسمى واحد هذا يُسمى مترادفًا، وأما المتباين فهذا اللفظ متعدد والمعنى متعدد قلم، مسجد، أرض، سماء، نقول: هذه كلها ألفاظ متعددة ولكل لفظٍ معناه الخاص به، حينئذٍ يرد السؤال هل أعلام الرب جل وعلا مترادفة أم متباينة؟ هل هي مترادفة أم متباينة؟ نقول: مترادفة أم متباينة؟ لا نجيب بالإثبات مطلقًا ولا بالنفي مطلقًا، لا نقول: مترادفة. مطلقًا ولا نقول: متباينة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام