فهرس الكتاب
الصفحة 52 من 401

جملةً مكملةً لما قبلها وليست مستقلة فهي صفة لا خبر، يعني: ليس خبر مستقل، لذلك [في محل] هي في محل نصب «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها» . هذا صفة لتسعة وتسعين صفة لـ (اسمًا) فهو في محل نصب، وليست جملة هي خبر لو قال: إن لله تسعة وتسعون. هذا صار خبرًا وإذا صار خبرًا صار الحكم محصورًا فيه، وجاء بأن وهي للتوكيد على كلٍّ هي صفة لا خبر مستقل فمحله النصب.

فائدة: قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الإحصاء على ثلاثة مراتب «من أحصاها» . الإحصاء على ثلاثة مراتب:

الأول أو المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها، يعني: تجمعها تعدها عدًّا، إحصاء ألفاظها وعددها.

ثانيًا: فهم معانيها ومدلولها. دلت على أي شيء؟

ثالثًا: دعاؤه بها. {فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] .

هذه ثلاثة معاني لا بد من الإحصاء.

المسألة الثالثة: المتعلقة بقوله: (له الأسماء الحسنى) . قوله: (الحسنى) . حُسْنَى على وزن فُعْلَى مؤنث الأحسن، يعني: بلغ في الحسن غايته وكماله، لأنه مؤنث ماذا؟ مؤنث الأحسن، والأحسن هذا أفعل تفضيل، وأفعل تفضيل يدل على ماذا؟ على كمال تقول: زَيْدٌ أَعْلَمُ مِنْ عَمْرٍ. إذًا زَيْدٌ موصوف بالعلم وعمرو موصوف بالعلم إلا أن زيد علمه أكثر من علم عمرو، وهذا مأخوذ من دلالة أفعل التفضيل وهي على بابها، إذًا حُسْنَى على وزن فُعْلَى وهو مؤنث الأحسن فبلغ في الحسن غايته وكماله، لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه كل اسم فهو صفة من غير عكس، وإنما كنت حُسْنَى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول وأسماؤه كلها أسماء مدح وحمد تدل على ما يحمد به، ولا يكون معناها مذمومًا البتة، وأيضا هي دالة على مسمى اللهِ فكانت حُسْنَى لدلالتها على أحسن وأجل أعظم وأقدس مسمى وهو الله تعالى، فهو سبحانه في أسمائه وصفاته كما هو في ذاته تعالى ليس له ند ولا شريك ولا مثيل ويتفرع على هذه المسألة المسأَلة الرابعة وهي: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، يعني: بخلاف أعلام البشر، فهي أعلام مجردة، يعني: جامدة، فتسمي ابنك صالحًا ولا يكون كذلك، وهذا محمود ويكون مذموم، لأن الاسم هنا لا يتضمن صفة قد اتصف بها الموصوف لو قيل كذلك فلا تسمي صالحًا إلا من هو صالح بالفعل لأن صالح متضمن لصفة هي الصلاح قد تسميه صالحًا ولا يكون صالحًا يكون بالعكس، إذًا هذه أعلام جامدة وإن كانت في الأصل فهي مشتقه فصالح اسم فاعل، لكنه سلب منه الدلالة على المعنى، حينئذٍ صارت أعلام جامدة محضة لا تدل على صفات في موصوفاتها، وأما أعلام الرب جل وعلا فلا، شأنه يختلف فكل علم يدل على صفة اتصف بها الموصوف، ولذلك القاعدة أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات، يعني: علم ويلاحظ فيه دلالته على الذات.

اسمٌ يعين المسمى مطلقًا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام