إذًا (له الأسماء) نقول: أسماء جمع قلة ودخلت عليه أل، حينئذٍ يستوي فيه القلة والكثرة، والخلاف إنما هو في النكرة كما أشار إلى ذلك الشيخ الأمين في شرح ... (( المراقي ) )فهو إن كان جمع قلة أفعال إلى أن المراد به جمع كثرة، إذ أسماء الله تعالى لا حصر لها لحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عند أحمد وغيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما أصاب أحدٌ قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضائك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك» . فهو غيب، إذًا أسماء الله تعالى لا حصر لها لهذا النص، وهذا واضح، إذًا ما استأثر الله تعالى في علم الغيب لا يمكن أحدًا حصره البتة ولا الإحاطة به، وأما حديث «إن لله تسعة وتسعين اسمًا» . هذا لا يدل على الحصر وإن قال به بعض أهل العلم فالجمع بينه وبين حديث ابن مسعود نقول: هذا الحديث لا يدل على حصر الأسماء في هذا العدد حيث لم يقل إن أسماء الله تعالى تسعة وتسعون «إن لله تسعة وتسعين» . له تسعة .. وهذا لا يلزم منه الحصر، كما تقول: زَيْدٌ عنده مائة ريال، أو لزيد مائة ريال.، تقول: لزيد مائة ريال، هل يلزم ما يكون لزيد ألف ريال؟ ما يلزم، وإنما أخبرت عن بعض وسكت عن بعض آخر، أليس كذلك؟ أما إذا قلت: ليس عندي إلا مائة. هذا صار حصر ونفي، حينئذٍ ليس عندك إلا مائة، ولذلك يمكن أن يوري شخص يقول: ليس معي إلا عشرة ريال. وهو في جيبه [ها ها] كثير هذا مقام التورية، حينئذٍ نقول: هذا الحديث لا يدل على الحصر، لأنه لم يقل إن أسماء الله تعالى تسعة وتسعون، ومعنى الحديث حينئذٍ أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، تسعة وتسعون اسمًا اختر من الكتاب والسنة تسعة وتسعين اسمًا أَحْصِهَا على المعنى المراد تدخل الجنة، ولذلك لا يفهم منه أنه لا يوجد في القرآن والسنة إلا تسعة وتسعين كما يظنه البعض، فيذهب ويجمع في القرآن تسعة وتسعين، قال: هي أكثر، أكثر بكثير من تسعة وتسعين في القرآن وفي السنة، ولذلك يختلفون هذا يَعُدّ تسعة وتسعين، وهذا يعد تسعة وتسعين، أكثر، نصف هذا مخالف لكل هذا، والعكس بالعكس، سببه ماذا؟ أنه ظن أنه لا يوجد في القرآن والسنة إلا تسعة وتسعين اسمًا وهذا غلط، بل هي أكثر من تسعة وتسعين، ولكن تخير أنت منها لأن الحديث أطلق أنت اجمع تسعة وتسعين وَأَحْصِهَا على المعنى المراد إحصائه شرعًا حينئذٍ تدخل الجنة هذا المراد، إذًا معنى الحديث أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه وهذا كلام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى أنه القول بأن القرآن ليس فيه إلا تسعة وتسعين هذا غلط، بل هي أكثر، أضعاف يقول تسعة وتسعين، حينئذٍ تجمع منها تسعة وتسعين ويأتي أو يصدق عليك النص بالمعنى المذكور، ولا يفهم من هذا النص أنه لم يخبرنا الله عز وجل إلا عن تسعة وتسعين، لأنه إذا كان كذلك صارت محصورة بالنسبة إلينا وأما بالنسبة لما استأثر به الرب جل وعلا فهذا لا مدخل لنا فيه، أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة فيكون قوله: «من أحصاها دخل الجنة» .