إذًا الاسم ما دل على مسمى، والجمع هنا على حقيقته، الأسماء، أل دخلت على جمع وهو من صيغ العموم، الجمع والفرد المعرفان [أو الفرد و] الجمع والفرد المعرفان باللام، فكل جمعٍ دخلت عليه أل فهو عام، وكل مفرد وخاصة في المصادر إذا دخلت عليه أل فهو عام، ولذلك جاء {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ} [النور: 31] طفل واحد طفل، طفل واحد؟ دخلت عليه أل وصف بماذا؟ الأصل أن يقول: أو الطفل الذي. أليس كذلك؟ لكن قال: {الَّذِينَ} . لماذا قال: {الَّذِينَ} ؟ لكون الطفل هنا في معنى الأطفال جمع من أين أخذنا هذا؟ دخول أل على المفرد، إذًا الأسماء نقول: جمعٌ محلى بأل فيفيد العموم، فهو على حقيقته، وأل فيه للاستغراق، وهي من صيغ العموم وإن كان في الأصل جمع قلة لأن الأسماء أفعال، لكن جمع القلة اللفظ جمع من حيث القلة ومن حيث الكثرة منه ما سمع فيه الجمعان، يعني: جمع قلة وجمع كثرة، ومنه ما سمع فيه جمع قلة فحسب، ومنه ما سمع فيه جمع كثرة فحسب، ما سمع فيه الجمعان واضح أن القلة بالقلة والكثرة بالكثرة، وأما ما سمع فيه وزن قلة فهذا يستعمل فيهما وما سمع فيه جمع كثرة كذلك يستعمل فيهما على خلاف بينهم هل هو حقيقة أو مجاز؟ لكن هذا ليس، ليس هذا الخلاف في الجمع المحلى بأل، حينئذٍ كل جمع محلى بأل فهذا يصدق على أقل الجمع وما زاد، فلا نقول بأنه جمع قلة أو جمع كثرة، لأن الفرق بينهما من حيث الانتهاء على الصحيح، يعني: جمع قلة وجمع كثرة [دخلنا في ... ] . جمع قلة أقله ثلاث، وجمع كثرة أقله ثلاث هذا على الصحيح، وأما عند جماهير النحاة والأصوليين فجمع القلة من ثلاث وجمع الكثرة من أحد عشر، والصحيح أن الخلاف في المنتهى لا في المبدأ، بمعنى أن جمع القلة وجمع الكثرة يشتركان في ماذا؟ يشتركان في المبدأ كل منهما أقله ثلاثة على الصحيح في أن الأقل الجمع ثلاثة وهو المرجح عند الأصوليين وهو قول الجمهور، ثم يسيران جمع كثرة وجمع قلة إلى العشرة، ثم يقف جمع القلة ويستمر جمع الكثرة، ينبني على خلاف عند الفقهاء لو قال رجل: لزيد علي دراهم. ثم مات كم تعطيه؟ دراهم هذا جمع كثرة على قول الجمهور تعطيه كم؟ إحدى عشر، لأنه أقل الجمع لأنه اليقين فتعطيه كم؟ إحدى عشر، وعلى الصحيح تعطيه ثلاث، إذًا فرق بينهما ينبني عليه مسائل شرعية، فإذا قال: لزيد دراهم. ثم مات تقول: دراهم هذا جمع كثرة وأقل جمع الكثرة لأنه هنا لا يمكن أن ينصرف الجمع إلا إلى القليل أقله لأنه هو اليقين لأنه لم يعين، لأنه قال: لزيد دراهم. فمات ليس عندنا قرينة ولا شيء مكتوب .. إلى آخره، لم يعين، لو قال: مائة درهم. واضح، لكن دراهم فمات، تقول: دراهم هذا جمع كثرة، وأقل جمع الكثرة عند الجمهور أحد عشر، إذًا اليقين أحد عشر ليس له إلا هذه، وإذا قلنا على الصحيح بأن أقل الجمع ثلاثة نقول: ليس له إلا ثلاث.