فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 401

الثانية: الأسماء جمع اسم، انتبه معي هنا الأسماء هذا جمع، مفرده اسم وهو في اللغة ما دل على مسمى، ويُعْنَى به هنا الْعَلَم وهو الذي عرفه هناك ابن مالك بقوله:

اسمٌ يعين المسمى مطلقًا ... علمه

فكل ما عين المسمى مطلقًا دون إشارة أو قيد بقرينة لفظية أو معنوية فهو عَلَم، إذا أطلق زيد بخلاف بقية المعارف، هذا، تقول: هذا ذا، ذا اسم إشارة [علم] [1] معرفة، لماذا معرفة؟ لأنه وضع ليستعمل في معين بالإشارة الحسية، ولذلك مفهوم الإشارة الحسية أو الإشارة الحسية مأخوذة في مفهوم اسم الإشارة، ولذلك في أوائل الكتب يقول: وبعد، فهذا مختصر في الفقه. قالوا: الأصل أن يشار إلى محسوس، وهنا أشار إلى معقول تنزيلاً للمعقول منزلةً المحسوس لهذه المسألة، وهي أن اسم الإشارة في أصل وضعه في لسان العرب أن تقول: ذا. تجمع بينهما، فإذا قلت: هذا زيد. هل هذا هنا في هذا التركيب معرفة؟ معرفة؟ لو قلت لك: أريد أن أعرفك بشخص ما، نقول: هذا زيد، هذا عمرو، وهذا محمد، وهذا خالد، ما عرفت الآن محمد من خالد، لماذا؟ لأن ذا في هذا التركيب ليس معرفة، لكن لو قلت: هذا خالد وهذا محمد وهذا عمرو فهمت أو لا؟ فهمت وعينت، لكن إذا جلست وقلت: هذا عمرو وهذا خالد. من هذا ومن ذاك؟ تجلس إلى الصباح ما ميزت بينهما لا بد من تمييز، إذًا اسم الإشارة لا يكون معرفة إلا بالإشارة الحسية، فالإشارة الحسية مأخوذة في مفهوم اسم الإشارة من جهة كونه معرفةً، وكذلك المحلى بأل والاسم الموصول إما بأل أو بجملة الصلة على خلاف بينهم، لا بد من قرينة تدل على أنه معرفة، أما العَلَم فلا ليس عندنا قرينة لا لفظية ولا حسية ولا معنوية، فإذا قلت: زيد. انصرف إلى مسماه ولا يشركه فيه أحد، إذًا الاسم مراد به العَلم وهو ما عناه ابن مالك رحمه الله تعالى في قوله:

اسم يعين المسمى مطلقًا ... علمه كجعفر وخرنقا

(1) سبق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام