فهرس الكتاب
الصفحة 375 من 401

خامسًا: من قذف إحدى أمهات المؤمنين، فإن كانت عائشة رضي الله عنه فهو كافر بالإجماع، إن كانت المقذوفة عائشة فهو كافر بالإجماع أهل السنة، بل لا شك في كفر من لا يكفره، ومن قذف غيرها من أمهات المؤمنين فهو أيضًا كافر على أصح الأقوال، فقذف عائشة كفر لماذا؟ لأنه تكذيبٌ ومعاندةٌ للقرآن، فإن أهل الإفك رموا عائشة رضي الله تعالى عنها المطهرة بالفاحشة فبرأها الله من سبع سماء، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله تعالى وهذا واضح بين. قال ابن حزم: وهي ردة تامة. يعني: من قذف عائشة ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه لبراءتها. وهذا واضح بين، وأما من قذف غير عائشة من أمهات المؤمنين ففي كفره قولان، يعني: ثم خلاف أما قذف عائشة مجمع عليه بل لا شك في كفر من لم يكفرهم. وأما غير عائشة رضي الله تعالى عنها فيه خلاف بين أهل السنة والجماعة والأصح أنه كافر مرتد عن الإسلام فأصحهما أنه بكفر، لماذا؟ لأن المقذوفة زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله تعالى إنما غضب لها لأنها زوج محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يعني: برأ عائشة لماذا؟ لذات عائشة أو لكونها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وخليله. هو الثاني حينئذٍ لما وقعت الواقعة بقذف عائشة ولم يقع قذف غيرها جاء التنصيص على عائشة، ولا يمنع أن يكون الحكم كذلك لغير عائشة بنفي الفارق يعني: يقال قياس بإلغاء الفارق، فكل من قذف إحدى أمهات المؤمنين فحكمه حكم عائشة رضي الله تعالى عنه من حيث الكفر، فإنما غضب الله تعالى لها لأنها زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي وغيرها منهن سواء، وهذا قياس بإلغاء الفارق، كما أن جميع أمهات المؤمنين فراش للنبي - صلى الله عليه وسلم - والوقيعة في أعراضهن تنقص ومسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا طعن في أم حبيبة هذا طعن في النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتبر كافرًا، سبه يكون من هذه الجهة، وسب المصطفى كفرٌ وردة بالإجماع. قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (والأصح أن من قذف واحدةً من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة) . يعني: كافر لأن هذا منه عار وغضابةٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذى له أعظم من أذاه بنكاحهن) ولذلك قال المصنف: مردفًا سب الصحابة بما سبق (ومن السنة) يعني: مقابل البدعة (الترضي عن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين المطهرات) يعني: الطاهرات النفوس والقلوب (المبرآت) برأ من العيب أو التهمة فهو بريء يعني: مبرئات من الأدناس من كل سوء (من كل سوء، أفضلهن) بالنون عندكم أفضلهم جمع المذكر (أفضلهن خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق، التي برأها الله في كتابه، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم) هذا محل إجماعٍ بين أهل العلم. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام