فهرس الكتاب
الصفحة 33 من 401

ونداءه - صلى الله عليه وسلم - للشجر واستجابتها لندائه وقوله: «أحد جبل نحبه ويحبنا» . فأثبت له المحبة، وقوله [السماوات] [1] وقول الرب جل وعلا للسماوات والأرض: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا} [فصلت: 11] قال لها أمرها أو لا؟ القول من الله عز وجل بحرف وصوت عند أهل السنة والجماعة، فإذا قيل: قال لها معناه أن الله عز وجل تكلم. تكلم لمن؟ لجمادات لا تسمع أو أنها تسمع؟ نقول: نعم، ولذلك قال: {فَقَالَ لَهَا} . يعني [للأرض] [2] {وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا} هذا أمر {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا} أجابت تكلمت نطقت ولا يعقل من القول في لسان العرب إلا ما يراد في لفظ الكلام، لفظٌ مركبٌ مفيدٌ بالوضع

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

لا بد أن يكون لفظًا، حينئذٍ إذا أسند الرب جل وعلا القول إلى السماوات والأرض سمعنا وأطعنا، تَتكلم تتكلم تقول: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} . تقول: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} . فالخلق خلقه والحكم حكمه وبكمال سلطانه وقدرته، حينئذ نقول: ما جاء في الكتاب والسنة نثبته.

(1) سبق.

(2) سبق والصواب [للسماوات] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام