فهرس الكتاب
الصفحة 309 من 401

هذا الحديث بهذا اللفظ الجمع بينها غير محفوظ، ولعل المصنف اختصر ثلاث روايات في رواية واحدة، ولذلك قال هنا البدر: لما أره بهذا اللفظ في المصادر التي اطلعت عليها مجموعًا بقوله: «برة أو خردلة أو ذرة» . وأقرب ما فيه ما أخرجه البخاري من حديث أنس «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله. وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله. وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله. وفي قلبه وزن ذرة من خير» . واللفظ للبخاري، والمقصود بالخير المذكور في الحديث هو الإيمان كما نَوَّه بذلك ابن حجر رحمه الله تعالى في الإيمان، وهنا التنبيه على ابن حجر رحمه الله تعالى عند الخلط في مسائل الإيمان ومسائل التوحيد، والنقل عنه هذا يحتاج إلى تحرز، إذًا (فجعله متفاضلاً) ، وهذا المراد بالزيادة والنقصان، كونه متفاضلاً في نفسه هو قابل للزيادة والنقصان لأنه عبارة عن مجموعة أركان، وهذه الأركان تزيد وتنقص، فإذا زادت زاد الإيمان، وإذا نقصت نقص الإيمان، يلزم منه أن أهله متفاضلون، فلا شك أن الذي يأتي بالواجبات على وجه الكمال ويبتعد عن المحرمات على وجه الكمال أنه أكمل إيمانًا ممن يترك شيئًا من الواجبات أو يقترف شيئًا من المحظورات هذا واضح بَيِّن؟ واضح، إذًا أهله متفاضلون فيه (فجعله متفاضلاً) ، يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الإيمان متفاضلاً، وهذا هو المراد بالزيادة والنقصان، فتفاضل الناس في الدين بحسب كثرة العمل وما يقوم بالقلب، تفاضل الناس في الدين بحسب كثرة العمل وما يقوم بالقلب، قولهم إدخال برة، البرة هي الحبة من الْبُر الذي يسمى الحِنْطَة الآن، أو خردة، يعني: حبة خردلة، شجر معروف يشبه حب الرشال لأنه أصغر منه، أو ذرة واحدة الذر، وهو صغار النمل المعروف، إذًا دل هذا النص على قوله: ( «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله» ) . يعني: لا يخلد، إذًا لو كان إيمانه كاملاً هل دخل النار؟ لا، فدخوله النار ثم خروجه مع بقاء شيء من الإيمان دل على أنه أهله متفاضلون فيه، إذًا ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاثة أدلة على الزيادة. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام