فهرس الكتاب
الصفحة 291 من 401

جودل في قضية الإقرار، نقول: هب أنه بمعنى التصديق، لكن لا يلزم من ذلك أن يفسر الإيمان الشرعي بالتصديق فحسب، بل هو شيءٌ زائد على ذلك، والإيمان شرعًا فكما عرفه المصنف هنا وهو ما اشتمل على هذه الأركان الثلاثة، (قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان) ، أما حكمه (يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان) هذا خارجٌ عن الماهية، وإنما أراد به أنه متفاضل أنه يتفاضل في نفسه وفي أهله.

(قولٌ باللسان) هذا الركن الأول، (قولٌ باللسان) ومعلوم أن القول هو: اللفظ الدال على معنى. وعند كثير أو عند بعض النحاة القول والكلام بمعنى واحد بمعنى أنهما مترادفان، حينئذٍ القول هو الكلام اللفظ المفيد، وكذلك القول هو اللفظ المفيد فترادفا، وعلى المشهور بأنه أعم من الكلام فالمراد بالقول هنا الكلام، بمعنى أنه أخص فأطلق الأعم وأريد به الأخص، حينئذٍ يقال بأن القول هو اللفظ الدال على معنى، فزيد قول أليس كذلك؟ زيدٌ كلمة واحدة قول، وإلى قولٌ وهي كلمة واحدة، وقام قولٌ وهي كلمةٌ واحدة، هل المراد بها هنا (قولٌ باللسان) أو المراد به الجملة الاسمية والجملة الفعلية قول لا إله إلا الله، وسبحانه الله وبحمده، ونحو ذلك هل المراد به الأول أم الثاني؟ نقول: المراد به الثاني، حينئذٍ إما أن يقال في قولنا: (قولٌ باللسان) . بأن القول هنا مرادف للكلام، والكلام إما جملة اسمية وإما جملة فعلية، حينئذٍ يكون الكلام هو اللفظ المفيد، وإما أن يراد بالقول على ما اشتهر عند النحاة بأنه اللفظ الدال على معنى فيكون أعم من الكلام، ولذلك يقولون: كل الكلام قولٌ ولا ينعكس. قال ابن مالك:

والقول عم

يعني عم الكلام وعم الكلمة وعم الكلم، (قولٌ) أي كلامٌ (باللسان) وهو النطق، (قولٌ باللسان) ، لأن (باللسان) هذا جار ومجرور متعلق بقوله: (قولٌ) . وهو مصدر، وهو التكلم بالشهادتين، والشهادتان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. جملتان فعليتان أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله، ولا شك أن الجملة الفعلية قسمٌ من أقسام الكلام، والقيام بذكره سبحانه وتبليغ أوامره والدعوة إليه ونحو ذلك، كل ما يكون من العبادات القولية فهو داخلٌ في مسمى الإيمان، لأنه (قولٌ باللسان) فكل عبادةٍ قوليه حينئذٍ نقول: هي داخلةٌ في مسمى الإيمان ولا تخرج من الإيمان البتة، وعليه نقول: (قولٌ باللسان) فوات هذا الركن من أصله فواتٌ للإيمان، فوات هذا الركن نحن نبحث هذا الركن الأول (قولٌ باللسان) إذا لم يأتي بالقول باللسان بالكلية أبدًا ولم ينطق بحرفٍ واحد حينئذٍ نقول: فات الإيمان. لماذا؟ لفوات ركنٍ من أركانه وهو القول باللسان، ثم اعلم أن القول باللسان يشمل نوعين: دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام