فهرس الكتاب
الصفحة 286 من 401

إذًا يسير طالب العلم على إتقان عقيدة السلف، لأن عقيدة السلف تحتاج إلى تمعن، ثَمَّ قواعد مثلاً ما يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (( التدمرية ) )أو (( القواعد المثلى ) )التي ذكرها ابن عثيمين في كتابه ... (( القواعد المثلى ) )هذه القواعد تحتاج إلى توسع من حيث إثبات أدلتها، ومن حيث استعمال السلف لها على وجه الكمال، ومن حيث عدم اعتراضٍ عليها بخروج فردٍ من أفرادها أو آحادها، هذا قد يظنه الطالب ظنًا، بمعنى أن القاعدة لا تكون عنده على جهة اليقين، وهذا خلل، لأنه لو جاء يجادل أشعريًّا لسقط مباشرةً، لماذا؟ لأن الأشاعرة عندهم عقيدتهم قائمة على العقل والدلالات المنطقية وأقسام .. إلى آخره، وهذا شيءٌ مُسَلَّمٌ عندهم، يعني: يسمى دلالة قطعية، وهي دلالات العقل، ولذلك العقل عندهم مقدم على الشرع لأنه محتملٌ للمجاز والحقيقة والنص والظاهر إلى آخره، حينئذٍ إذا وقف الطالب أو من أراد أن يدافع عن عقيدة السلف والهجوم الآن على عقيدة السلف على قدمٍ وساق في الفضائيات والإنترنت والصحف والمجلات الكل يريد أن ينسف عقيدة السلف فإذا لم يكن الطالب على دربة بجدال أهل البدع ولم تكن عنده هذه القواعد يقينية، يعني: لا يشك فيها البتة أنها حق كما تراني وأراك، وهذا ممكن لأن عقيدة السلف مجمعٌ عليها ليس فيها اختيارات، وليس فيها ترجيح، وإذا كان كذلك فهي مجملة دلالات قطعية، وأدلة قطعية من حيث الثبوت، فيتمعن فيها طالب العلم ويعيدها مرةً بعد مرة ويحاول أن يجمع الأدلة الكثيرة المتكاثرة على إثبات هذه القاعدة، ثم يأتي بمثال ومثالين وعشرة وعشرين ومائة إن استطاع من أجل أن تكون هذه القاعدة عنده على قدمٍ وساق ولا تكون فيها نوع شكٍ، بعد ذلك إذا أراد أن يقرأ في مناهج المخالفين فيرجع إلى كتبهم، يعني: يأخذ متن للأشاعرة (( الجوهرة ) )مثلاً، فثَمَّ شروح مطبوعة صارت تباع عندنا هنا في المكاتب، تباع ويأخذها الطالب وقد يغفل بعضهم عنها، حينئذٍ تقرأ عقيدة الأشاعرة وهم أكثر من يوجد الآن من المخالفين وإن كان المعتزلة لهم وجود والجهمية لهم وجود لا يظن الظان أنه لا يوجد فرقة اسمها جهمية، نعم لا توجد ولا يوجد فرقة اسمها معتزلة، نعم لا يوجد، لكن الرافضة والأباضية والعقلانية كلهم معتزلة، العقلانيون الآن المدرسة العقلانية موجودة في مصر وغيرها معتزلة، ينكرون، يقولون بخلق القرآن، وينكرون دلالات القرآن والعقل هو الْمُحَكَّم عندهم، الرافضة معتزلة في باب الأسماء والصفات، الأباضية معتزلة يقولون بخلق القرآن .. إلى آخره وينكرون الرؤية .. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام