فهرس الكتاب
الصفحة 267 من 401

المرتبة الأولى: هي العلم لقوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا} . وجه الاستدلال، {مَا} اسم موصول بمعنى الذي وهو من صيغ العموم، فيعلم كل شيءٍ في السماء والأرض كذلك، وهو معطوفٌ عليه، {إِنَّ ذَلِكَ} ، أي: المعلوم، {فِي كِتَابٍ} ، أي: مكتوبٌ في كتابٍ، وهو اللوح المحفوظ، {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ، أي: الكتابة على الله أمرٌ يسير، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» . قال: « {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود: 7] » . وفي حديث ابن عباس: «واعلم» . النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصاه بالوصية الجامعة، ... «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك» . يعني: في اللوح المحفوظ، «ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام» . «كتبه الله عليك» ، يعني: في اللوح المحفوظ، «رفعت الأقلام» ، يعني: لا كتابة، «وجفت الصحف» . رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح. وهذه وصيةٌ جامعة لو وعاها الناس لما مرضوا لا بالضغط ولا بالسكر ولا بغيره، وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أول ما خلق الله القلم فقال: له اكتب. قال: وما أكتب؟» . إذًا أمره بالكتابة، «قال: اكتب كل شيءٍ حتى تقوم الساعة» . فأول مخلوقٍ هو: القلم، وأمره الله عز وجل بالكتابة، ثم استفسر لأن الأمر مجمل هنا، «قال اكتب» ، ما الذي أكتبه؟ «قال: اكتب كل شيءٍ حتى تقوم الساعة» . وتقدير الله عز وجل لمقادير الخلق في علمه وكتابته قبل تكوينها وإيجادها يكون في مواضعٍ، يعني: التقدير له ثلاث مواضع على المشهور.

الأول: وهو عامٌ شامل لكل كائنٍ وهو ما كان في اللوح المحفوظ، هذا عام يشمل كل ما يقع قبل خلق السماوات والأرض وما يكون إلى دخول أهل الجنة الجنّة وأهل النار النّار وما بعد ذلك.

الثاني: الكتابة الْعُمَرِيَّة، يعني: التي تكون للجنين في بطن أمه، وهي ثابتة في حديث ابن مسعودٍ «يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم أربعين يومًا علقة مثل ذلك، ثم أربعين يومًا مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيأمر بأربع كلمات بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌ أم سعيد» . ... الحديث، فهذا تقدير عمري، يعني: يتعلق بعمر الشخص، وهو فرعٌ تفصيل لـ اللوح المحفوظ، يعني: لن يكتب له شيءٌ لم يكتب في اللوح المحفوظ، وإذا قيل: «بكتب رزقه» . يعني: الرزق الذي كتب له في اللوح المحفوظ، وكذلك أجله وعمله ونحو ذلك. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام