هذا نصٌ واضح وجاء تفسيره في السنة النبوية، {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى} ، {الْحُسْنَى} هذا مبتدأ مؤخر، ... و {لِّلَّذِينَ} هذا خبر مقدم، و {أَحْسَنُواْ} هذا جملة الصلة، {أَحْسَنُواْ} في ماذا؟ في أعمالهم الظاهرة والباطنة وأقوالهم وتروكهم، {وَزِيَادَةٌ} هذا عطفٌ على {الْحُسْنَى} ، {الْحُسْنَى} التي هي الجنة كما جاء تفسيرها في النص {الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} على الجنة {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ} ، فالحسنى هي الجنة، و {وَزِيَادَةٌ} هي النظر إلى وجه الله، كما فسرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، ولما عطف الزيادة على الحسنى دل على أنها جزاءٌ آخر بأن الواو تقتضي التغاير المغايرة، فلو كانت الزيادة هي الجنة، لو كانت الزيادة هي الجنة هي الحسنى لصار من عطف الشيء على رديفه، وهذا لا وجود له في القرآن وإن وجد في لسان العرب، وهذا ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى في أوائل كتاب (( الإيمان الكبير ) )أنه يمتنع.
فألفى قولها كذبًا ومَيْنا
فألفى قولها، يعني: وجد قولها كذبًا ومَيْنا، المين هو الكذب، والكذب هو المين، هذا جاء في لسان ويعتبر حشوًا، حينئذٍ الكذب هو المين والمين هو الكذب، هذه الواو يقال فيها أنها عطفت الشيء على مرادفه، هل هذا له وجودٌ في القرآن والسنة؟
الجواب: لا، لأنه من قبيل الحشو، ولا شك أن القرآن والسنة من أعلى، وخاصةً القرآن من أعلى درجات البلاغة والفصاحة، حينئذٍ لا يحمل على شيءٍ من ذلك، هنا {الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} لو كانت الزيادة هي الجنة لصار من قبيل قولنا: كذبًا ومَيْنا. وهذا ممتنع فلا يصح، فدل ذلك على أن ... {الْحُسْنَى} أو الـ {زِيَادَةٌ} لما عطفها على الحسنى دل على أنها جزاءٌ آخر ليست هي الجنة بل هي شيءٌ آخر زائدٌ على الجنة ووراء الجنة، وقد روى مسلمٌ في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم. إذًا الزيادة جزاءٌ آخر وراء الجنة وقدرٌ زائدٌ عليها.