فهرس الكتاب
الصفحة 230 من 401

حينئذٍ نقول: كذلك يحرم مسه لكن لا بنص الآية لأنها محمولة على الملائكة وإنما بدليل آخر، وعن ابن عباس يعني الملائكة، وقيل: {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} ، يعني: من الجنابة والحدث، وبعضهم استدل بدلالة الإشارة أو بدلالة اللزوم، بمعنى أن القرآن لا يمسه في السماء إلا المطهرون، ولذلك جاء بصيغة اسم المفعول مطهرون، حينئذٍ علق الحكم على مشتق، وإذا علق الحكم على المشتق دل على عليِّة ما منه الاشتقاق، حينئذٍ {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} ، يعني: الملائكة لطهارتهم، وهذا في السماء، كذلك في الأرض لا يمسه إلا طاهر، فيدل بدلالة الإشارة أو التزام بأنه لا يمس القرآن إلا طاهر، إذًا وقيل: {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} يعني من الجنابة والحدث، قالوا: ولفظ الآية خبرٌ ومعناها الطلب. قالوا: والمراد بالقرآن هنا المصحف، كما روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدو. نهى أن يسافر بالقرآن، المراد بالقرآن هنا ما هو؟ الذي في الصدور أو الذي في السطور؟ الثاني، إذًا أطلق على المصحف، يقال: مِصْحَف ومَصْحَف ومُصْحَف لا إشكال أطلق على المصحف أنه قرآن بهذا النص، وفي حديث عمرو بن حزم لا يمس القرآن إلا طاهر، إذًا هذه الآية كغيرها تدل على أن القرآن مركب من كلمات وحروف فليس بشيء نفسي كما ادعاه من ادعاه، فهو محفوظ في صدور أهل العلم ومكنون في اللوح المحفوظ، ولا يحفظ ولا يكتب إلا ما هو حروف وكلمات.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام