أي: أنه لم يزل بصفاته كلها إلهًا واحدًا، قديم الإحسان، دائم الجود والامتنان.
إذًا قول المصنف (أنه متكلم بكلام قديم) هكذا أطلق المصنف، نقول: إطلاقه فيه نظر، لأنه إن أراد أن القدم هنا وصف لأصل الصفة فهذا لا بأس به، وأما للآحاد المتجددة بأنه وجدت في القدم فهذا باطل. لأنه من أقوال المخالفين، وعقيدة أهل السنة والجماعة أن كلام الله تعالى قديم النوع حادث الآحاد، يعني: أزلي قديم النوع حادث الآحاد، ومعنى قديم النوع أن الله لم يزل ولا يزال متكلمًا ليس الكلام صفة حادثة منه بعد أن لم تكن، بمعنى أنه لا يقال بأن الله عز وجل لم يتكلم ثم تكلم، لا، هو متكلم جل وعلا وهذه الصفة قائمة به، كقيام صفة الحياة والعلم والإرادة ونحوها، ومعنى حادث الآحاد، أن آحاد كلامه أي: الكلام المعين المخصوص هذا حادثٌ لأنه متعلق بمشيئته، متى شاء تكلم، بما شاء، كيف شاء. وظاهر كلام المصنف أنه قديمُ النوع والآحاد، وهذا من المواضع كما ذكرنا أنها منتقدة على المصنف رحمه الله تعالى.
ونقف على هذا. والله أعلم.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.