فهرس الكتاب
الصفحة 144 من 401

النوع الثاني: السلبية. هذا نسبة إلى السلب، والسلب والنفي مترادفان في الجملة، فالمنفية والسلبية بمعنى واحد، وبعضهم عبر بالمنفية لأنه هو المناسب هو الموافق للسان العرب نفي وإثبات، والسلب هذا وإن كان يدل على النفي إلا أنه عبارة أدخلها المتكلمون، ولكن المعنى صحيح، يعني: لا يتطرق إلى هذا اللفظ السلبي شيء من المعاني الباطلة، حينئذٍ عبرت بالمنفية، وإن عبرت بالسلبية فالمعنى واحد، لكن إذا أردت أن يكون البحث لغوي بحت حينئذٍ تقول: منفية. صفات ثبوتية، وصفات منفية، والسلبية أو المنفية هي التي نفاها الرب جل وعلا عن نفسه كـ: الظلم، والنوم، والعجز، والسِّنَة. كلها صفات نقص فنفاها الله تعالى عن نفسه، حينئذٍ ما موقفك؟ تقول: يجب نفيها، لأن الله تعالى نفاها عن نفسه، حينئذٍ كمال الامتثال أن تقف مع ما نفى الله تعالى عن نفسه من تلك الصفات صفات النقص فتنفيها كما نفاها الرب جل وعلا والتعليل لأن الله تعالى نفاها عن نفسه، وزيادةً على ذلك هنا النفي أصله عدم، النفي هو العدم، والعدم المحض ليس بشيء وهنا الصفات إذا قلنا: صفات سلبية، بمعنى أن الله تعالى قد نفى صفة عنه هل هذا النفي لا يقابله شيء من الصفات الثبوتية، أو أنه مجرد نفي فقط؟ نقول: لا ليس مجرد نفي، وإنما لكونه متصفًا بكمال ضد المنفي تعين النفي فمثلاً {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} نقول: هذه الآية دلت على شيئين على صفتين وهي في الجملة من حيث اللفظ اللغوي البحت نقول: هذه الصفة منفية وهي صفة الظلم عن الله تعالى، لماذا الله تعالى لا يظلم؟ لكمال عدله، إذًا هذا النفي يقتضي ماذا؟ يقتضي إثبات كمال نقيض هذه الصفة، لأن العدل والظلم متقابلان فانتفى الظلم في حق الرب جل وعلا لا لكونه لا يقدر على الظلم أو أنه يعجز عنه بأن الشيء المنفي عن الشيء قد يكون لا لذاته وإنما لأمر آخر لعجزه أو لعدم إمكان اتصافه، إذا قيل: الجدار لا يظلم. نقول: هذا النفي هنا لكون المحل ليس قابلاً للصفة، المحل الذي والجدار جماد لا يظلم، حينئذٍ النفي هنا لا لشيء إلا لكون الجدار ليس قابلاً للصفة، وقد يكون قابلاً للصفة لكنه لعجزه تُنفى عنه الصفة إذا قيل: زيد من الناس لا يظلم الغرب. يعني: لا يعتدي عليهم، هو واحد شخص، هنا نقول: لكونه عاجزًا لعجزه، نقول: لعجزه. حينئذٍ اتصف بنفي الظلم لا لكونه عادلاً، لا لصفة العدل قد يكون هو ظالم لكنه لم يتمكن من ظلم كذا، حينئذٍ نقول: نفي الصفة هنا لا لكونه ليس قابلاً ليس محلاً لهذه الصفة، وإنما لكونه عاجزًا عنها، الرب جل وعلا متصف بصفات الكمال، حينئذٍ إذا نفى صفةً عن نفسه دل ذلك على أمرين:

الأمر الأول: نفي تلك الصفة التي نفاها، نفي الظلم لا يظلم الله عز وجل.

ثانيًا: إثبات كمال نقيض ضد هذه الصفة، وهو كمال العدل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام