فهرس الكتاب
الصفحة 136 من 401

قال: فشيء وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه لا يسعك أنت؟)، يعني: كيف أنت تحمل الناس على اعتقاد شيءٍ يجب عليهم أن يعتقدوه والنبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الناس وشأنهم، فكيف تحملهم على شيءٍ لم يحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس عليه؟ لأنه قاتل عليه، وكل من لم يعتقد بهذه العقيدة حينئذٍ قتل، فجعل محنةً وبلاء على الناس، فكيف تحمل الناس على هذا المعتقد فإن خالفوك قتلتهم ... والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك فتركهم وشأنهم قد اعتقد ما اعتقد وترك الناس هل وسع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك (أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم. قال: فشيء وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه) وهو: ترك الناس على ما هم عليه، ولم يحملوهم على هذا المعتقد افعل أو قتلناك (لا يسعك أنت؟ فانقطع الرجل) البدعي (فقال الخليفة) وهو الواثق (وكان حاضرًا: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم) ، هذا دعاء عليه بالضيق، فانقطع المبتدع بهذه الوسيلة، إذًا الترقي هنا يكون في إبطال كل بدعة كل مبتدعٍ إذا جاء ببدعة نقول له: هذه البدعة هل علمها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أو لا؟ مباشرة، هل علمها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أو لا؟ إن قال: لم يعلموها. قل: ما شاء الله ما الذي فتح عليك أنت بعلمٍ لم يعلمه الأوائل والنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فإن قال: قد علموها. قل: هل فعلوها أو لا؟ لم يفعلوها، إذًا فلا يسعك إلا أن تترك هذه البدعة، قال المصنف معلقًا على ما سبق المناظرة: (وهكذا) . أي مثل ذا السابق (من لم يسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها) ، يعني: من السنة، (وإمرارها كما جاءت، فلا وسع الله عليه) فكل من خالف منهج السلف في آيات الصفات (لا وسع الله عليه) هكذا دعا عليه المصنف كما في القصة السابقة، وقوله: (وإمرارها كما جاءت) . هذا يحمل على طريقة السلف، الإمرار المراد به هنا لفظًا ومعنًى، أمروها كما جاءت. يعني كما تليت، وما الذي تلي؟ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، إذًا استوى تمره كما جاء تثبته لفظًا وما دل عليه في لسان العرب من معنى وهو علا وارتفع، ثم لا تتعرض للكيفية ولا تورد عليه بذهنك من الأمور التي يمكن أن تكون في شأن البشر.

ثم انتقل المصنف رحمه الله تعالى إلى ذكر شيءٍ من آيات الصفات.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام