الجماعة لغةً: القوم المجتمعون، يعني: اجتمعوا على شيء، قد يجتمعون على أمرٍ ديني، وقد يجتمعون على أمر دنيوي، قد يجتمعون على سنة، قد يجتمعون على بدعة إلى غير ذلك، القوم المجتمعون مطلقًا، هذا في اللغة.
وشرعًا المراد بالجماعة هنا في هذا المصطلح أهل السنة والجماعة هم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون وتابعوهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، إذا أطلق السلف انصرف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو إمام وأئمة السلف والصحابة كذلك من بعدهم ومن سار على نهجهم من التابعين وأتباع التابعين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهذا الذي يعتبر قدوةً وإتباعًا للمنهج، فكل من وافق السلف، يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حينئذٍ فهو السلفي، يطلق عليه هذا المصطلح، هم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون وتابعوهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفرقة الناجية فقال: «ما كان عليه» هو «أنا» وأصحابه. ومرة قال: «الجماعة» . فسر الفرقة الناجية بماذا؟ ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته، ويقال: السلف. وهو لفظٌ مرادف لأهل السنة والجماعة، هذا الأصل في إطلاق أهل السنة والجماعة، بعضهم يطلق لفظ أهل السنة فقط ولا يضيف إليها الجماعة، حينئذٍ قد يدخل الأشاعرة في مقابلة بعض المخالفين دون بعض، فإذا قيل: أهل السنة في مقابلة الرافضة دخل الأشاعرة، لأن كل ما عليه الرافضة من دينهم، فأهل الأشاعرة يخالفونهم فصاروا موافقين للسنة في ذلك، فإذا أطلق لفظ السنة في مقابلة الرافضة دخل فيه الأشاعرة والماتريدية وكل من خالف الرافضة في دينهم فحينئذٍ نقول: هذا يصدق عليه هذا الاصطلاح، وأما تجزئة هذا الاصطلاح باعتبار الأشاعرة فنقول: هم معنا في السبع الصفات وهم من أهل السنة والجماعة وما عدا ذلك فلا، نقول: هذا ينفيه نصوص الكتاب والسنة، لأن ما عليه الصحابة هو الذي أمر الله عز وجل، كما سبق {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] ، فالمخالف حينئذٍ لا يعتبر من أهل السنة والجماعة، ولذلك المرجح في باب الأشاعرة مطلقًا ليسوا من أهل السنة والجماعة في شيء، وإن كانوا أقرب الطوائف الفرق إلى أهل السنة والجماعة، والشيء القريب من الشيء لا يلزم أن يكون جزءًا منه، ويقال: السلف. وهو مرادف لمصطلح أهل السنة والجماعة وهو في اللغة المتقدم في الزمن على غيره، وشرعًا هو معنى أهل السنة والجماعة، السلف من هم؟ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتابعوهم بإحسانٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فليست السلفية مرحلةً زمنية وانتهت، لأن مذهب السلف يشمل جانبين طريقة السلف تشمل جانبين.
أولاً: القدوة اقتداء يكون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] مطلقًا في باب المعتقد وفي غيره.