إذًا مذهب الشيخين الشيخ محمد إبراهيم والشيخ عبد الرزاق عفيفي أن هذه الجملة غلط من أصلها، فالتركيب لا يمكن أن يعتذر عنه لأنه تصريحٌ بمذهب المفوضة لأنه كما قال بعضهم: ليس ثَمَّ ما يصرح بـ أو يبين حقيقة مذهب المفوضة أصرح من هذه العبارة، لأنهم يفصلون بين اللفظ والمعنى فيثبتون الألفاظ كما هي، ولكن المعاني يفوضونها قال الشيخ: ولكن الحنابلة يتعصبون للحنابلة. ولذلك يتعصب بعض المشايخ في الدفاع عن ابن قدامة، ولكن الصحيح أن ابن قدامة مفوض، هكذا قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى كما في فتاويه في (( فتاوي العقيدة ) )الطبعة الثانية صفحة سبعة وأربعين وثلاثمائة، هذا القسم الأول الذين نظروا ووقفوا على العبارة ذاتها.
القسم الثاني: صححوا التركيب وحملوه على معنًى صحيح عنده وهؤلاء انقسموا على ثلاثة أقول، يعني: قالوا: التركيب لا بأس به (وجب إثباته لفظًا وترك التعرض لمعناه) يمكن حمله على معنًى صحيح ويمكن أن يوافق مذهب السلف ولا غبار على كلام ابن قدامة رحمه الله تعالى، فلننظر ماذا أجابوا عن هذه العبارة.