فهرس الكتاب
الصفحة 289 من 397

يبدأ من:

* المسألة الثامنة والستون: دعواهم العمل بما عندهم من الحق.

وينتهي إلى:

* المسألة التاسعة والسبعون: دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

وقفنا عند قول المصنف رحمه الله تعالى: (الثامنة والستون) أي: المسألة الثامنة والستون (دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} [البقرة: 91] . مع تركهم إياه) . (دعواهم) الدعوى ما يُدَّعَى، ويقال دعوى فلان له، ويُجْمع على دَعَاوى ودَعَاوٍ، من خصال أهل الجاهلية دعواهم العمل بما عندهم من الحق مع تركهم إياه، فهم يزعمون كذبًا وزورًا أنهم يعملون بالحق مع أنهم تاركون للحق وشهادة الله عز وجل، وقد استدل المصنف رحمه الله تعالى على هذه الخصلة بقوله تعالى عنهم قوله: ( {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} ) . وأول الآية {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} يقول تعالى: قال ابن كثير رحمه الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب {آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ} يعني: على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وصدقوه واتبعوه، {آمِنُواْ} الإيمان بمعنى التصديق هنا {آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ} بما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدِّقوه واتبِعُوه لأن الإتباع علامة التصديق، فلا يُدَّعَى التصديق إلا إذا كان ثَمَّ إتباع، {قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} أي: يكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة والإنجيل، ولا نقر إلا بذلك، يعني: نكتفي بما عندنا ولا نحتاج إلى ما أنزل الله تعالى على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فها هنا قد ادَّعَى اليهود أنهم آمنوا بما أنزل عليهم في كتابهم وعلى ألسنة رسلهم عليهم الصلاة والسلام، وهذه دعوى كاذبة، قال تعالى في خاتمة الآية: {وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام