فهرس الكتاب
الصفحة 244 من 397

يبدأ من:

* المسألة السابعة والأربعون: إضافة نعم الله إلى غيره.

وينتهي إلى:

* المسألة الحادية والخمسون: قولهم: إن هذا إلا قول البشر.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

ما زال الحديث في شرح المسائل التي ذكرها شيخ الإسلام محمد بن ... عبد الوهاب رحمه الله تعالى، وقفنا عند السابعة والأربعين.

قال رحمه الله تعالى:

(السابعة والأربعون) أي هذه المسألة السابعة والأربعون، السابعة هذا خبر لمحذوف المسألة أو هذه المسألة أو صفة لموصوف وقع خبرًا، هذه المسألة، هذه مبتدأ، والمسألة هو خبر، حينئذٍ يكون الخبر محذوفًا، والسابعة يكون هذا صفة للخبر المحذوف. إذًا كل من المبتدأ والخبر محذوف. هذه المسألة السابعة والأربعون لذلك كلها تقال فيها بالرفع المسألة الأربعون.

(السابعة والأربعون: إضافة نعم الله إلى غيره) إضافة مصدر، أضاف إضافة، ومر معنا أن الإضافة بمعنى النسبة والإسناد، ولذلك نسبة تقييدية هذا المعنى اصطلاحي سُمِّيَ بماذا؟ سمي بالإضافة، الإضافة الاصطلاحية عند النحاة بمعنى النسبة والتقييد، نسبة تقييدية، كذلك الإسناد هذا الذي يكون معناها اللغوي، إضافة نعم الله إلى غيره جل وعلا، أيًّا كان، لذلك هنا أبهم ليدل على أن ذلك الغير أيًّا كان من المخلوقات ففيه شيء من الإبهام، قصد به العموم في المسند إليه من جهة الإضافة هنا، من جهة إضافة النعم إليه، كقوله أي مثل قوله جل وعلا في بيان أحوال من ينكر نعمة الله تعالى، والكاف هنا تمثيلية وليست استقصائية، بمعنى أن ليس هذا النص هو الوحيد في هذه المسألة، بل غيره كذلك، هذا التي تسمى عند النحاة بالكاف التمثيلية.

الكاف نوعان:

كاف تمثيلية.

وكاف استقصائية. استقصائية بمعنى أن مدخولها لا يزيد على المذكور، فإذا قيل: أفضل الأنبياء كمحمد - صلى الله عليه وسلم -. ولا شك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء على الإطلاق، إذا قيل: كمحمد الكاف هذه هي تفيد التمثيل لكنها استقصائية لماذا؟ لأن مدخولها وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - لا نظير له فيما أسند إليه، وهو الأفضلية.

وأما التمثيلية قد يكون ثَمَّ غير المذكور نقول: الأنبياء من الرسل، وأولوا العزم من الرسل كموسى عليه السلام، ولا تذكر غيره مثلاً حينئذٍ نقول: هذه الكاف تمثيلية لماذا؟ لأن مدخول الكاف موسى، وغير موسى كإبراهيم وعيسى محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل موسى. إذًا ذكر البعض وترك البعض، هذا يسمى الكاف تمثيلية، ففرق بين النوعين، وهنا يأتي فراسة من يقرأ في الشروح وفي الحواشي فيميز بين النوعين، هل أراد المصنف أو الشارح أو المحشي بهذه الكاف تمثيلية أو استقصائية حينئذٍ يكون العلم من خارج، لأنه يذكر لك الكاف ثم بعد ذلك أنت بعلمك الخارج الزائد عن المقروء هل تعلم مثيل لمدخول الكاف أو لا؟

إن كان له مثيل وليس مذكورًا بعد مدخول الكاف حينئذٍ صارت تمثيلية، وإذا لم يكون كذلك بل كان محصورًا في مدخول الكاف حينئذٍ تكون هذه الكاف استقصائية، وانظر هذا عن ذاك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام