فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 397

يبدأ من:

* المسألة الحادية والأربعون: نسبة النقائص إليه سبحانه كالولد والحاجة.

وينتهي إلى:

* المسألة السادسة والأربعون: مسبة الدهر.

* فائدة: ما حكم قول:"لم تسمح لي الظروف"؟.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته ... (( مسائل الجاهلية ) ):

(الحادية والأربعون) . قد وقفنا عند هذه المسألة، (نسبة النقائص إليه سبحانه كـ: الولد، والحاجة، والتعب. مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك) ، وهذه المسألة أو هذا الوصف من خصال أهل الجاهلية أنهم ينسبون، يعني: يضيفون، نسبة هنا بمعنى الإضافة إلى الله تعالى النقائص، أي: ما لا يليق به من صفات النقص، (النقائص) جمع نقيصة، وصفة النقص ضد صفة الكمال، والله عز وجل موصوف بصفات الكمال، وهؤلاء يصفون الله عز وجل بما لا يليق به من صفات النقص، ومع هذه النسبة والإضافة ينزهون رهبانهم وَكُبَرَائَهم ورؤسائهم عنها فدل ذلك على أنهم أضافوا تلك النقائص إلى الله عز وجل مع علمهم أنها صفات نقص، أليس كذلك؟ إذ لولا أنهم يعلمون أنها صفات نقص لما نزهوا رهبانهم وعلمائهم عن هذه الأوصاف، فهم يصفون الله تعالى بهذه الصفات وهي صفات نقص وينزهون علمائهم ورهبانهم عنها والعياذ بالله، إذًا (نسبة النقائص إليه سبحانه) ، (نسبة) يعني إضافة النقائص، يعني الصفات التي لا تليق بالرب جل وعلا، (إليه سبحانه كالولد) الكاف هنا للتمثيل، بمعنى أنه أراد أن يمثل وذكر المصنف هنا ثلاثة أمثلة: الولد، والحاجة، والتعب. وليس المراد هنا الكاف أنها استقصائية وإنما هي تمثيلية، بمعنى أن ما ذكره المصنف لا يلزم منه الحصر فيه في هذه الثلاثة الأشياء وإنما ثَمَّ ما يزاد عليه (كالولد) ، وذلك (كالولد) ، أي: كنسبة الولد إليه جل وعلا، لأن الوالد يحتاج إلى الولد فهو افتقار ونوع نقص وهو يشبهه، فاليهود قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} . والنصارى قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} . إذًا كل من اليهود والنصارى أضافوا ونسبوا الولد إلى الله عز وجل، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، كما قال سبحانه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام