فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 188

واحدا،لأنه إنما يواجهها بتصورات وقيم واعتبارات مستمدة من اللّه مباشرة فهي الأعلى والأقوى والأولى بالاتباع والاحترام .

ووضوح الصلة بين الخالق والمخلوق،وتبين مقام الألوهية ومقام العبودية على حقيقتهما الناصعة،مما يصل هذه الخليقة الفانية بالحقيقة الباقية في غير تعقيد،وبلا وساطة في الطريق.ويودع القلب نورا،والروح طمأنينة،والنفس أنسا وثقة.وينفي التردد والخوف والقلق والاضطراب كما ينفي الاستكبار في الأرض بغير الحق،والاستعلاء على العباد بالباطل والافتراء! والاستقامة على المنهج الذي يريده اللّه.فلا يكون الخير فلتة عارضة،ولا نزوة طارئة،ولا حادثة منقطعة.

إنما ينبعث عن دوافع،ويتجه إلى هدف،ويتعاون عليه الأفراد المرتبطون في اللّه،فتقوم الجماعة المسلمة ذات الهدف الواحد الواضح،والراية الواحدة المتميزة.كما تتضامن الأجيال المتعاقبة الموصولة بهذا الحبل المتين.

والاعتقاد بكرامة الإنسان على اللّه،يرفع من اعتباره في نظر نفسه،ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه اللّه إليها.وهذا أرفع تصور يتصوره الإنسان لنفسه ..أنه كريم عند اللّه ..وكل مذهب أو تصور يحط من قدر الإنسان في نظر نفسه،ويرده إلى منبت حقير،ويفصل بينه وبين الملأ الأعلى ..هو تصور أو مذهب يدعوه إلى التدني والتسفل ولو لم يقل له ذلك صراحة! ومن هنا كانت إيحاءات الدارونية والفرويدية والماركسية هي أبشع ما تبتلى به الفطرة البشرية والتوجيه الإنساني،فتوحي إلى البشر بأن كل سفالة وكل قذارة وكل حقارة هي أمر طبيعي متوقع،ليس فيه ما يستغرب،ومن ثم ليس فيه ما يخجل ..وهي جناية على البشرية تستحق المقت والازدراء «3» !

ونظافة المشاعر تجيء نتيجة مباشرة للشعور بكرامة الإنسان على اللّه.ثم برقابة اللّه على الضمائر واطلاعه على السرائر.وإن الإنسان السوي الذي لم تمسخه إيحاءات فرويد وكارل ماركس وأمثالهما،ليستحيي أن يطلع إنسان مثله على شوائب ضميره وخائنة شعوره.والمؤمن يحس وقع نظر اللّه - سبحانه - في أطواء حسه إحساسا يرتعش له ويهتز.فأولى أن يطهر حسه هذا وينظفه! والحاسة الأخلاقية ثمرة طبيعية وحتمية للإيمان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام