والعدل،ويقيمون أنفسهم آلهة في الأرض تحمي الشر وتقتل الخير ..دون أن يجرؤ أحد على مناهضتهم والوقوف في وجههم،ومطاردتهم وطردهم من مقام القيادة.بل دون أن يجرؤ أحد على تزييف الباطل الذي يروجون له،وجلاء الحق الذي يطمسونه ..
والشيطان ماكر خادع غادر،يختفي وراء أوليائه،وينشر الخوف منهم في صدور الذين لا يحتاطون لوسوسته ..ومن هنا يكشفه اللّه،ويوقفه عاريا لا يستره ثوب من كيده ومكره.ويعرف المؤمنين الحقيقة:حقيقة مكره ووسوسته،ليكونوا منها على حذر.فلا يرهبوا أولياء الشيطان ولا يخافوهم.فهم وهو أضعف من أن يخافهم مؤمن يركن إلى ربه،ويستند إلى قوته ..إن القوة الوحيدة التي تخشى وتخاف هي القوة التي تملك النفع والضر.هي قوة اللّه.وهي القوة التي يخشاها المؤمنون باللّه،وهم حين يخشونها وحدها أقوى الأقوياء.فلا تقف لهم قوة في الأرض ..لا قوة الشيطان ولا قوة أولياء الشيطان: «فَلا تَخافُوهُمْ.وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» .. [1]
لقد اضمحلَّ الخوفُ من قلوبِ هؤلاء الأخيارِ،وخلفهُ قوةُ الإيمانِ وحلاوتُه،وقوةُ التوكل على الله،والثقةُ بوعده.
ويلجؤونَ إلى الإيمانِ عند الطاعة ِوالتوفيقِ للأعمالِ الصالحة:فيعترفون بنعمةِ الله عليهم بها،وأن نعمتَهُ عليهم فيها أعظمُ مِن نِعَمِ العافيةِ والرزقِ،وكذلك يحرصونُ على تكميلِها،وعملِ كلِّ سببٍ لقبولها،وعدمِ ردِّها أو نقصها.ويسألون الذي تفضلَ عليهم بالتوفيق لها:أن يتمَّ عليهم نعمتَهُ بقبولها،والذي تفضلَ عليهم بحصول أصلها:أن يتمَّ لهم منها ما انتقصوهُ منها { أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (61) سورة المؤمنون
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (1 / 520)