فهرس الكتاب
الصفحة 114 من 188

فالعمل والإنتاج والتوزيع،كلها في حاجة إلى ضمانة الأخلاق.والقانون الأرضي وحده عاجز كل العجز عن تقديم الضمانات لسير العمل كما نرى في كل مكان! وتظهر في القلق العصبي والأمراض المنوعة التي تجتاح أمم العالم - وبخاصة أشدها رخاء ماديا - مما يهبط بمستوى الذكاء والاحتمال.ويهبط بعد ذلك بمستوى العمل والإنتاج،وينتهي إلى تدمير الاقتصاد المادي والرخاء! وهذه الدلائل اليوم واضحة وضوحا كافيا يلفت الأنظار! وتظهر في الخوف الذي تعيش فيه البشرية كلها من الدمار العالمي المتوقع في كل لحظة في هذا العالم المضطرب الذي تحوم حوله نذر الحرب المدمرة ..وهو خوف يضغط على أعصاب الناس من حيث يشعرون أو لا يشعرون فيصيبهم بشتى الأمراض العصبية ..ولم ينتشر الموت بالسكتة وانفجار المخ والانتحار كما انتشر في أمم الرخاء!

وتظهر هذه الآثار كلها بصورة متقدمة واضحة في ميل بعض الشعوب إلى الاندثار والدمار - وأظهر الأمثلة الحاضرة تتجلى في الشعب الفرنسي - وليس هذا إلا مثلا للآخرين،في فعل الافتراق بين النشاط المادي والمنهج الرباني وافتراق الدنيا والآخرة،وافتراق الدين والحياة أو اتخاذ منهج للآخرة من عند اللّه،واتخاذ منهج للدنيا من عند الناس وإيقاع هذا الفصام النكد بين منهج اللّه وحياة الناس! [1]

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 930)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام