فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 351

ــ وقد دل على انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة، وأجمع المسلمون على أن قضاء الدين يُسقطه من ذمة الميت، ولو كان من أجنبي ومن غير تركته، وقد دل على ذلك حديث أبي قتادة حيث ضَمِن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن برّدت عليه جلدته [1] .

ــ وهذا جار على قواعد الشرع، وهو محض القياس، فإن الثواب حق العامل، فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يُمنع من ذلك، كما لم يمنع من هبة ماله له في حياته وإبرائه له منه بعد وفاته [2] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له [3] .

وقد تحدث العلماء في الصدقات الجارية بابها واسع وكبير، من بناء المساجد، والآبار، والمدارس والمعاهد، وطباعة العلوم النافعة، وكفالة الأيتام والأرامل، وطلاب العلم ... الخ

4ـ بكاء السماء على الميت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مؤمن إلا وله بابان، باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، فذلك قوله عزّ وجلّ:"فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" (الدخان، آية: 29) [4] .

5ـ ما يتبع الميت إلى قبره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتبع الميت ثلاثة، فيرجع أثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله [5] .

(1) أوردة الهيثمي في المجمع) 3/ 39) اسناده حسن.

(2) المنحة الإلهية في تهذيب الطحاوية للغنيمي صـ 248.

(3) مسلم رقم 1631.

(4) سنن الترمذي رقم 3255، ضعيف الاسناد.

(5) البخاري رقم 6514.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام