2ـ قال تعالى:"وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" (التوبة، آية: 101) ، قوله تعالى:"سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ": المرة الأولى في الدنيا، من المصائب في النفس أو المال أو الولد أو غير ذلك، وأما المرة الثانية ففي القبر، وأما عذاب الآخرة فذكره بقوله:"ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" [1] .
3ـ قال تعالى:"فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (غافر، آية: 45، 46) ، وهذا النص من النصوص الصريحة في عذاب القبر، فإن هذا العذاب الذي حصل لآل فرعون إنما كان بعد موتهم، وأما عذاب الآخرة فهو المذكور بعده بقوله:"أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ".
4ـ قال تعالى:"وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (السجدة، آية: 21) . وقد أحتج بهذه الآية جماعة منهم عبد الله بن عباس على عذاب القبر ... فإنه سبحانه أخبر أن له فيهم عذابين، أدنى وأكبر، فأخبر أنه يذيقهم بها بعد عذاب الدنيا [2] ، ولهذا قال:"مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى"، يعني به عذاب القبر [3] .
(1) تفسير الطبري (14/ 441) .
(2) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ98.
(3) دراسات عقدية في الحياة البرزخية للحازمي صـ311.