وقلوب أهل الجنة صافية، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر وتعكر المزاج وتستثير الأعصاب، فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال،"لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ" (الطور، آية: 23) .
ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا"لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا" (النبأ، آية: 35) "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا" (مريم، آية: 62) وقال تعالى:"لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً" (الغاشية، آية: 11) إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم"لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا*إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا" (الواقعة، آية: 25 ـ 26) فأهل الجنة عند دخول الجنة، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا [1] ، وصدق الله إذ يقول:"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ" (الحجر، آية: 47) .
4ــ نعيم الدنيا زائل ونعيم الآخرة باق:
قال تعالى:"وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت، آية: 64) ولذلك سمي الحق تبارك وتعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم يزول وأما نعيم الآخرة فهو باق ليس له نفاد قال تعالى:"مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ" (النحل، آية: 96) قال تعالى:"إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ" (ص، آية: 54) وقال:"أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا" (الرعد، آية: 35) "لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ" (الحجر، آية: 48) .
(1) فتح الباري (6/ 318) الجنة والنار للأشقر ص227.