فهرس الكتاب
الصفحة 281 من 351

ثم إن الله تعالى يكرمهم ويجازيهم على هذه الهداية ـ التي أعطاهم إياها ـ بجزاء عظيم جداً وهي الجنة، فكيف يمكن لأعمالهم أن تدرك هذا الجزاء الذي الفضل فيه لله أولاً وآخراً [1] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة من فضله [2] ،"وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يُدْخِلَ الجنة عمله [3] ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل [4] . وعن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل أحداً منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة من الله [5] ، وهو حديث متواتر [6] .

وأما قوله تعالى:"وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (الأعراف، آية: 43) ، وقوله:"فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (السجدة، آية: 17) ، فلا تعارض بينها وبين الحديث لأن الآية تدل على أن العمل سبب، والحديث يدل أن الأعمال ليست ثمناً للجنة ولابد من رحمة الله تعالى حتى يبلغوا هذا العطاء العظيم [7] .

(1) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ542.

(2) البخاري، ك المرضي رقم 5349.

(3) البخاري ك الرقاق رقم رقم 2818.

(4) المصدر نفسه رقم 2818.

(5) مسلم، ك صفة القيامة والجنة والنار رقم 2817.

(6) نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني صـ201.

(7) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ543.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام