وهذا الطوق عبارة عن ثعبان في رقابهم، كما فسرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعاً، ثم قرأ علينا مصداقه من كتاب الله عز وجل:"وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"الآية."
وقال مرة: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه:"سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ": من أقتطع مال أخيه المسلم بيمين لقي الله وهو غضبان"ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله:"إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ ... [1] ""
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً [2] أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم يقول أنا مالك أنا كنزك. ثم تلا:"وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ" [3] ."
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفاً، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهم اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة" [4] .
ي ـ كثرة أهلها: النار أهلها كثيرون وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع وهي:
ــ قوله تعالى:"وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (هود، آية: 119) .
(1) سنن الترمذي رقم 3012، حسن صحيح.
(2) الشجاع: الحي الذكر والأقرع الذي تقرع رأسه.
(3) البخاري، ك الزكاة رقم 1338.
(4) الإحسان لابن حبان رقم 7417، صححه ابن حبان.