فهرس الكتاب
الصفحة 230 من 351

وهذا الطوق عبارة عن ثعبان في رقابهم، كما فسرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعاً، ثم قرأ علينا مصداقه من كتاب الله عز وجل:"وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"الآية."

وقال مرة: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه:"سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ": من أقتطع مال أخيه المسلم بيمين لقي الله وهو غضبان"ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله:"إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ ... [1] ""

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً [2] أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم يقول أنا مالك أنا كنزك. ثم تلا:"وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ" [3] ."

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفاً، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهم اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة" [4] .

ي ـ كثرة أهلها: النار أهلها كثيرون وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع وهي:

ــ قوله تعالى:"وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (هود، آية: 119) .

(1) سنن الترمذي رقم 3012، حسن صحيح.

(2) الشجاع: الحي الذكر والأقرع الذي تقرع رأسه.

(3) البخاري، ك الزكاة رقم 1338.

(4) الإحسان لابن حبان رقم 7417، صححه ابن حبان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام