فهؤلاء الملائكة الكرام الكاتبون هم الذين يشهدون ويدل عليه الحديث التالي"عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم، قال: يقول بلى، قال فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بُعداً لكنّ وسحقاً فعنكن كنت أناضل [1] ."
2ـ شهود الرسل عليهم: فيشهد كل رسول على أمته وأنه قد بلغهم وبين لهم وأزال عنهم الشبه لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل.
ــ قال تعالى:"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (يونس، آية: 47) . يعني إذا جاء الرسول يوم القيامة قضى بينهم وسماه الله تعالى شهيداً كما في قوله تعالى:"وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ" (النحل، آية: 84) .
ــ وقال تعالى:"وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (القصص، آية: 75) .
3ـ وتشهد أمة محمد على الخلق: بعد أن تشهد الرسل على أقوالهم، لا تجد هذه الأمم مهرباً إلا بتكذيب رسلها، فيقومون وينكرون ما جاءت به الرسل، ويكذبونهم ـ كما كانوا يكذبونهم في الدنيا ـ ويقولون ما جاءنا من نبي، فتقوم أمة محمد ـ الأمة الوسط ـ فتشهد للرسل:
(1) مسلم، ك الزهد والرقائق رقم 2969.