ـ وقال تبارك وتعالى:"أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (يونس، آية: 62 ـ 64) .
أما البشرى في الحياة الدنيا فتطلق على أمرين: على تبشير الملائكة للمحتضر بالجنة ـ وتقدم دليل هذا ـ وتطلق على الرؤيا الصالحة [1] ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة [2] .
وأما البشرى في الآخرة فهي تَلقِّى الملائكة لهم التثبيت قلوبهم وتأمينهم من الفزع الأكبر، قال تعالى:"لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (الأنبياء، آية: 103) .
قال تعالى:"مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ" (النمل، آية: 89) .
2ـ بياض وجوههم: قال تعالى:"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (آل عمران، آية: 107) .
ــ قال تعالى:"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ" (عبسى، آية: 38، 39) .
مسفرة: قيل مشرقة، وقيل: مضيئة، وقيل: مستنيرة وكلها متقاربة في المعنى، والاشتقاق اللغوي يدل على ذلك [3] .
(1) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ279.
(2) البخاري، ك المبشرات رقم 6589.
(3) لسان العرب ابن منظور (4/ 369) معجم مقاييس اللغة (3/ 182) .