فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 342

ولفظ القوة لا يراد به ما كان في القدرة أكمل من غيره فهو قدرة أرجع من غيرها أو القدرة التامة ولفظ القوة قد يعم القوة التي في الجمادات بخلاف لفظ القدرة فلهذا كان المنفي بلفظ القوة أشمال وأكمل فإذا لم تكن قوة إلا به لم تكن قدرة إلا به بطريق الأولى وهذا باب واسع [1] .

ولكلمة"لا حول ولا قوة إلا بالله"تأثير في دفع داء الهم والغم والحزن، بسبب ما فيها ـ من كمال التفويض والتبرئ من الحول والقوة إلا به وتسليم الأمر كله له وعدم منازعته في شئ منه وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول، وأن ذلك كله بالله وحده فلا يقوم لهذه الكلمة شئ وفي الآثار أنه ما ينزل ملك من السماء ولا يصعد إليها إلا بلا حول ولا قوة إلا بالله، ولها تأثير عجيب في طرد الشيطان والله المستعان [2]

ولا حول ولا قوة إلا بالله، دليل على إثبات القدر [3] .

وقد ذكر الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه هذه الكلمة العظيمة في أبواب عدة من صحيحه، ومن ذلك: كتاب القدر ومعروف أن فقه الإمام البخاري كما يقال في تراجمه مما يدل على أنه ـ رحمه الله ـ ما وضعها في كتاب القدر إلا لدلالتها عليه [4] .

(1) مجموع الفتاوى (5/ 575) .

(2) زاد المعاد لابن القيم (4/ 204) .

(3) شرح العقيدة الطحاوية صـ447.

(4) المباحث العقدية (2/ 900) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام