فهرس الكتاب
الصفحة 174 من 342

بين سبحانه وتعالى أن الصاحب السوء قد يكون سبباً في ضلال صاحبه، قال تعالى:"وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا" (الفرقان، آية: 27 ـ 29) .

ويصور القرآن الكريم جانباً من وسوسة صاحب السوء لصاحبه بقوله:"يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ"على سبيل الاستهجان والاستبعاد للبعث والحساب، ثم يبين أنه لولا فضل الله على ذلك الصاحب وعدم استجابته له لكان هو وإياه في سواء الجحيم [1] .

ـ قال تعالى:"فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ" (الصافات، آية: 50 ـ 57) ، فمخالطة أهل السوء ومصاحبتهم ضلال، أو سبيل إليه، ومقاربة منه [2] .

حذر القرآن الكريم بالتشبه باليهود والنصارى وسائر الكفرة لأن هذا التشبه يؤدي إلى الضلال، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا" (الأحزاب، آية: 69) .

(1) في ظلال القرآن (5/ 2987 ـ 2988) .

(2) السنن الإلهية (1/ 200) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام