فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 342

وقدرت الشيء أقدره من التقدير، ومنه الحديث:"فإن غم عليكم فأقدروا له [1] ". أي قدروا له عدد الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً، وقيل: قدروا له منازل القمر، فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أم ثلاثون [2] .

وقدر كل شيء ومقداره: مقياسه، يقال: قدره به قدراً إذا قاسه، والقدر من الرحال والسروج: الوسط [3] .

ويتبين لنا من التعريف اللغوي للقضاء والقدر: أن رابطاً قوياً جداً بينهما وبين التأصيل اللغوي والشرعي كذلك [4] .

هو تقدير الله تعالى ـ الأشياء في القدم، وعلمه ـ سبحانه ـ أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة وكتابته سبحانه ـ لذلك ومشيئته لها ووقوعها على حسب ما قدرها جلّ وعلا وخلقه لها [5] .

ومراتب القدر أربع،: كما هو ظاهر في التعريف

ــ العلم.

ــ الكتابة.

ــ المشيئة.

ــ الخلق والتكوين [6] .

من أهل العلم من قال: لا فرق بين القضاء والقدر، فكل منهما يدخل في معنى الآخر، فإذا أطلق التعريف على أحدهما فيشمل الآخر بمعنى: إذا أطلق التعريف على القضاء، فإنه يشمل القدر، وإذا أطلق التعريف على القدر فإنه يشمل القضاء.

والفرق قال آخرون: لا، هناك فرق بين القضاء والقدر، فالقضاء: هو الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل.

أما القدر: فهو الحكم في وقوع الجزئيات لهذه الكليات التي قُدّرت في الأزل، فالقضاء أشمل وأعم من القدر.

(1) البخاري، ك الصوم رقم 1906.

(2) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (4/ 23) .

(3) ترتيب القاموس المحيط (3/ 570) .

(4) الإيمان بالقضاء والقدر محمد حسان صـ40.

(5) شفاء العليل لابن القيم صـ 29، القضاء والقدر للمحمود صـ 40.

(6) القضاء والقدر صـ41 للمحمود.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام