ـ وقال تعالى في شأن أصحاب السبت:"فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ" (الأعراف، آية: 165) .
ـ فالله لا يظلم الناس شيئاً في دنياهم وإنما يؤاخذهم بظلمهم، ولا يظلمهم في الآخرة [1] .
ـ قال تعالى:"فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (يس، آية: 54) .
ـ وقال تعالى في آخر آية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ليال:"ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (البقرة، آية: 281) .
وقال صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا [2] .
وعلى مستوى المعاملات بين الناس جاء الأمر الإلهي بتحري العدل، قال تعالى:"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ" (النحل، آية: 90) .
فالنصوص التي ذكرت في القرآن والسنة للدلالة على تحريم الظلم وتنزيه الله عنه، تقتضي كمال عدله وحكمته وغناه، ووضعه العقوبة والثواب مواضعها [3] .
قال الشاعر:
والعدل من أوصافه في فعله ... ومقاله والحكم في الميزان
فعلى الصراط المستقيم إلهنا ... قولا وفعلاً ذاك في القرآن [4]
ومن أكبر مظاهر عدل الله في خلقه في الدنيا والآخرة سنة الجزاء بجنس العمل وقد تكاثرت النصوص لهذا المعنى، وهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه، كله قائم بهذا الأصل [5] .
(1) المصدر نفسه (1/ 35) .
(2) مسلم، ك البر والصلة رقم 2577.
(3) القضاء والقدر د. عبد الرحمن المحمود صـ 287.
(4) الجزاء من جنس العمل (1/ 33) .
(5) السنن الإلهية د. مجدي عاشور صـ 269.