واحدة، فعليه يجب أن يكون الله تعالى وتقدس ذكر"أيد، ويدا"، وأراد يدين، لأن القرآن على ظاهره فلا يعدل عنه إلا بحجة وحجة العدول عن إثبات الأيدى، أو اليد الواحدة الإجماع. فيجب الأخذ بالظاهر الآخر الذي لم يأت ما يزيله عن ظاهره وهو إثبات اليدين لله تبارك وتعالى حقيقة (1) .
ولنا أن نقول: إن ما يصنع بالاثنين قد ينسب إلى الواحد، تقول رأيت بعينى، وسمعت بأذنى، والمراد عيناى، وأذناى، وكذلك الجمع يأتى بمعنى المثنى أحيانا كقوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (2) والمراد قلباكما. وقوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (3) أي يداهما (4) .
فعلى هذا يتم القول بإثبات اليدين لله تبارك وتعالى حقيقة.
ومما يبعد المجاز زيادة على ما ذكر ما ورد من إثبات اليمين والشمال (5)
(1) انظر الإِبانة للأشعري (ص 37) .
(2) سورة التحريم: آية (38)
(3) سورة المائدة: آية (38) .
(4) انظر مختصر الصواعق المرسلة (1: 25، 26) التفسير القيم لابن القيم (ص 495) ، شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص 56، 57) ، الأسئلة والأجوبة الأصولية لابن سلمان (ص 133) .
(5) انظر صحيح البخاري (4: 198) ، صحيح مسلم (3: 1458) ، (4: 2148، 2149) ، سنن أبي داود (4: 234) ، ورد الدارمي على الجهمية (ص 11) ، ورده على المريسى (ص 31، 32) ، الشريعة للآجرى (ص 325، 321) ، المعتمد في أصول الدين لأبي يعلي (ص 56) ، الرسالة العرشية لابن تيمية ضمن الرسائل والمسائل (4: 116) ، شرح حديث النزول له (ص 115، 116) ، العقيدة الحموية له ضمن المجموعة الكبرى (1: 454) ، مختصر الصواعق المرسلة (2: 348، 349) .