فهرس الكتاب
الصفحة 258 من 510

القرآن عنه. فينبغي أن يحمل على فائدة مجددة.

ويقول تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ} (1) . فلما جمع سبحانه في الذكر بين القرآن الذي هو كلامه، وصفته وبين الإنسان الذي هو خلقه ومصنوعه. خصص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق، فلو كان القرآن مخلوقًا كالإنسان لقال: خلق القرآن والإنسان، وقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} (2) والسماء والأرض لا تقوم بمخلوق (3) .

يقول الآجري (4) "من زعم أن القرآن مخلوق، فقد زعم أن الله عز وجل مخلوق، ، يقول الله عز وجل:"بسم الله الرحمن الرحيم"، فالرحمن لا يكون مخلوقًا، والرحيم لا يكون مخلوقًا، والله لا يكون مخلوقًا" (5) .

(1) سورة الرحمن: الآيات (1، 2، 3) .

(2) سورة الروم: آية (25) .

(3) انظر الإبانة ص (19، 26) . ومحنة الإمام أحمد لحنبل ص (59) . والمعتمد في أصول الدين ص (87) . والاعتقاد للبيهقي ص (33) .

(4) هو أبو بكر محمد بن الحسين الآجري الفقيه الشافعي المحدث كان صالحا عابدا له كتب كثيرة منها كتاب الأربعين حديثًا، وكتاب الشريعة جاور بمكة ثلاثين عامًا وبها توفي سنة 360 من الهجرة. والآجري بضم الجيم وتشديد الراء نسبة إلى قرية بالعراق، انظر الفهرست لابن النديم ص (301، 302) ووفيات الأعيان (4: 292، 293) وشذرات الذهب (3: 35) .

(5) كتاب الشريعة للآجري ص (78) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام