فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 33

المطلب الخامس

الجن والأطباق الطائرة

كثر الحديث في هذه الأيام عن الأطباق الطائرة ، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع أن شخصاً أو عدة أشخاص رأوا طبقاً طائراً ، رأوه في الجوّ محلقاً ، أو على الأرض جاثماً ، أو رأوا مخلوقات مخالفة لشكل الإنسان تخرج منه ، ووصل الأمر إلى الادعاء بأن بعض هذه المخلوقات طلبت إلى بعض الناس مصاحبتها إلى الطبق ، وأجرت فحوصاً عليه .

ولا يدعي هذه الدعوى أناس مغمورون فحسب ، بل يزعم ذلك رجال بارزون أمثال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنه يعتقد أنّه لمح شيئاً طائراً لم يتعرف على ماهيته في سماء ولاية جورجيا عام 1973 .

وهو يبدي اهتماماً خاصاً بالمخلوقات الأخرى التي بدأت تغزو الأرض ، فقد أمضى الرئيس الأمريكي ( كما نشرت الصحف ) أمسية يناقش أحد العلماء المقتنعين بأن الإنسان ليس المخلوق الوحيد في الكون ، وكان يرافق الرئيس كارتر (فرانك برس) مستشاره للشؤون العلمية ، وبعد ذلك شاهد كارتر داخل المرصد القومي أفلاماً توجز آخر ما توصلت إليه الأبحاث حول المخلوقات التي تعيش خارج نطاق الأرض ، وقام بعرض هذه الأفلام (كارل ساجان) ، مدير معمل الدراسات الكونية بجامعة (كورنل) ، الذي ترجع إليه دائماً وكالة الفضاء الأمريكية في الأمور المتعلقة بالمخلوقات التي تعيش خارج نطاق كوكب الأرض (1) .

وينسب ملحق صحيفة الهدف الكويتية الصادر بتاريخ 23/3/78 إلى الرئيس الصيني الأسبق ( ماوتسي تنغ ) أنه كان يؤمن بوجود مخلوقات غيرنا في الكواكب الأخرى .

ويذكر كاتب المقال أن حوالي 61% من الشعب الأمريكي مقتنعون بذلك ، وتزعم الصحف الأمريكية أن قرابة نصف مليون أمريكي شاهدوا هذه الأطباق ، وبعض هؤلاء استطاعوا أن يتصلوا بهم اتصالاً مباشراً .

وقد أخرج السينمائي الأمريكي ( ستيفن سبيلبرغ ) ( فيلماً ) سينمائياً بعنوان ( مواجهة من النوع الثالث ) بلغت تكاليفه اثنين وعشرين مليوناً من الدولارات الأمريكية .

وقد وضع الفيلم بعد تجميع المعلومات من الذين شاهدوا الأطباق الطائرة ، أو اتصلوا بها .

وقد عرض الفيلم لأول مرة في البيت الأبيض ، وكان الرئيس الأمريكي أول مشاهديه .

وبعد خروج هذا الفيلم اقتنعت وكالة الفضاء الأمريكية بضرورة البحث في هذا المجال ، وخصصت مليون دولار لأبحاث عام 1979 ، وقد أطلقت على المشروع السري اسم (سيتي) . ويتلخص في إطلاق أجهزة خاصة للفضاء الخارجي ؛ للبحث عن رسائل لاسلكية قادمة من كواكب أخرى .

ويمكننا بعد هذا العرض أن نقرر ما يأتي:

1-لا مجال للتكذيب بوجود مخلوقات غريبة غير الإنسان ، إذ تواترت الرؤية من عشرات الألوف بل مئات الألوف ، وقد تابعتُ ما قيل في هذا الموضوع فترة طويلة ، فكنت أجد مقالاً كل أسبوع تقريباً أو أكثر أو أقل حول رؤية جماعة أو شخص لشيء من هذا (2) .

2-احتار الناس في تفسير حقيقة هذه الأطباق ، وحقيقة المخلوقات التي تستخدمها ، خاصة أن سرعة هذه الأطباق خيالية تفوق سرعة أي مركبة اخترعها الإنسان .

3-أكاد أجزم بأن هذه المخلوقات هي من عالم الجن الذي يسكن أرضنا هذه ، والذين تحدثنا عنهم فيما سبق ، وبينا ما لديهم من قدرات وإمكانات تفوق قدرة البشر ، ولقد أعطوا سرعة تفوق سرعة الصوت والضوء ، كما أعطوا القدرة على التشكل ، وهم يستطيعون أن يتمثلوا للإنسان في صور وأشكال مختلفة .

وبذلك يتبين لنا فضل الله علينا إذ عرفنا بهذه الحقائق ، خاصة ونحن نشعر بالحيرة والقلق لدى الذين لا يعلمون ما علمناه ، وبذلك نوفر طاقاتنا العقلية وقدراتنا العلمية وأموالنا ؛ كي نوجهها وجهة نافعة .

وقد يتساءل بعضنا عن السرّ في ظهور هذه الأطباق في أيامنا هذه ، وعدم ظهورها في العصور الخالية ، فالجواب أن الجن يلبسون لكل عصر لبوسه ، وهذا العصر عصر التقدم العلمي ، ولذلك فإنهم يضللون البشر بالطريقة التي تثير انتباههم ، وتشد نفوسهم ، والناس اليوم يتطلعون إلى معرفة شيء عن الفضاء الواسع ، وعن إمكانية وجود مخلوقات غيرهم فيه .

وقد تحدثنا في كتابنا (( عالم الملائكة ) )عن تنزل الملائكة لقراءة القرآن ، وأن بعض الصحابة رأى ظلة فيها مثل المصابيح ، وتنزل الملائكة على هذا النحو ليس قصراً على عهد النبوة .

(1) راجع جريدة السياسة الكويتية العدد (33999) : 5/12/77 .

(2) وآخر ذلك ما حدث في الكويت ، فقد قرر أكثر من شخص أنه رأى طبقاً طائراً ، وقد نشرت الصحف الكويتية النبأ في حينه .

.ــــــــــــ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام