يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عَطِيَّةَ بن بُسْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: أَيُّمَا وَالٍ بَاتَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ, حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ, يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ الَّذِي لَيَّنَ قُلُوبَ أَمَّتِكُمْ لَكُمْ حِينَ وَلَّوْكُمْ أمورهم لِقَرَابَتِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، فَقَدْ كَانَ بِهِمْ رَءُوفًا رَحِيمًا, مُوَاسِيًا لَهُمْ بِنَفْسِهِ في ذَاتِ يَدِهِ، وَعِنْدَ النَّاسِ لَحَقِيقٌ أَنْ يَقُومَ لَهُ فِيهِمْ بِالْحَقِّ، وَأَنْ يَكُونَ بِالْقِسْطِ لَهُ فِيهِمْ قَائِمًا، وَلِعَوْرَاتِهِمْ سَاتِرًا، لَمْ يُغْلَقْ عَلَيْهِ دُونَهُمُ الأَبْوَابُ، وَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ دُونَهُمُ الْحُجَّابُ، يَبْتَهِجُ بِالنِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ، وَيَبْتَئِسُ بِمَا أَصَابَهُمْ مِنْ سُوءٍ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنْتَ فِي شُغْلٍ شَاغِلٍ مِنْ خَاصَّةِ نَفْسِكَ عَنْ عَامَّةِ النَّاسِ, الَّذِينَ أَصْبَحْتَ تَمْلِكُهُمْ، أَحْمَرِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ، وَكُلٌّ لَهُ عَلَيْكَ نَصِيبٌ مِنَ الْعَدْلِ، فَكَيْفَ بِكَ إِذَا اتَّبَعَكَ مِنْهُمْ فِئَامٌ وَرَاءَ فِئَامٍ، لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو بَلِيَّةً أَدْخَلَتْهَا عَلَيْهِ، أَوْ ظُلاَمَةً سُقْتَهَا إِلَيْهِ.