وَبَسَطَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى كَلاَمَهُ فِي الإِشَارَةِ إِلَى مَا فِي كِتَابِ اللهِ تعالى مِنْ أَنْوَاعِ الْعُلُومِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الإِعْجَازِ، ثُمَّ إِنَّ لَهُ صَلى الله عَلَيه وَسَلم وَرَاءَ الْقُرْآنِ مِنَ الآيَاتِ الْبَاهِرَةِ: إِجَابَةَ الشَّجَرَةِ إِيَّاهُ لَمَّا دَعَاهَا، وَتَكُلُّمَ الذِّرَاعِ الْمَسْمُومَةِ إِيَّاهُ، وَازْدِيَادَ الطَّعَامِ لأَجْلِهِ, حَتَّى أَصَابَ مِنْهُ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَخُرُوجَ الْمَاءِ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فِي الْمِخْضَبِ, حَتَّى تَوَضَّأَ مِنْهُ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَحَنِينَ الْجِذْعِ، وَظُهُورَ صِدْقِهِ فِي مُغَيَّبَاتٍ كَثِيرَةٍ, أَخْبَرَ عَنْهَا, وَغَيْرَ هَذِهِ كَمَا قَدْ ذُكِرَ، وَدُوِّنَ, وَفِي الْوَاحِدِ مِنْهَا كِفَايَةٌ, غَيْرَ أَنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمَّا جَمَعَ لَهُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا بَعْثُهُ إِلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ عَامَّةً.