وَقِيلَ: رَجَعَتْ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا, بِمَعْنَى الْخَصْلَةِ, أَوِ الطَّاعَةِ, أَوِ الْفِعْلَةِ، كَأَنَّهُ قَالَ: وَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ الْخَصْلَتِيْنِ لَكَبِيرَةٌ, أَيْ شَاقَّةٌ, إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ} فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ, فَهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى اللهِ صَائِمِينَ, مصلين، وَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} فَالأَشْبَهُ بِالصَّبْرِ فِي هَذِهِ الآيَةِ: الصَّبْرُ عَلَى الشَّدِيدَةِ, لأَنَّهُ أَتْبَعَ مَدْحَ الصَّابِرِينَ, بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} وَبَسَطَ الْكَلاَمَ فِي مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ.